خاتم سليمان عليه السلام

( Labhay kalo namma’aff le birrti gurrah )

Casan Fatouma

Kalluwalle

وإذا قارنا بين موقف العفر عن السلطان أثناء إختلافه مع حكومة ميلس،بموقف اليوم وبعد سقوط نظام وياني تبدوا لنا الصورة متناقضة ضبابية تماما.فعندما إختلف السلطان مع نظام وياني لم يجد من يقف الي جانبه من العفر،ولم يلتزم منا أحد بإحترام العادات والتقاليد والأعراف العفرية.ومن هنا تبدوا المفارقة في سلوك العفر هنا وهناك!فالعفر الذين يستقبلونه اليوم،هم نفس العفر الذين خذلوه بالأمس،ولم يكن يهمهم كيف سيكون حال العفر وإقليمهم بعد خروج السلطان عن إثيوبيا،بقدر ما كان يهمهم بوجود مكاسب ومناصب في دولة ميلس.دخلوا فيها حبا لمصالحهم الشخصية لا إيمانا بقضية الشعب والأرض.عفر بلا ضمير.فحتي الذين أبدوا سخطهم علي السلطان ولم يجدوا له العذر أو المبرر الكافي للتمرد علي نظام وياني تغيرت نظرتهم له وعنه بعد لقائه برئيس الوزراء الجديد في أمريكا.وهناك أبدي رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد إستعداد حكومته للتعاون مع السلطان بشكل بناء لحل قضية العفر في إثيوبيا.وبعد أن نجح نظام وياني في تقليم أظافر العفر في سلطنتهم تفرغ لإفراغ الأرض عن الشعب والزرع والماء،كما تفرغ لاحقا لإضعاف الشعب في إقليمهم ليتمكن منهم الآخرون.وظلت حكومة ميلس سوطا مسلطا علي ظهور العفر لمدة 27 عاما.ولم يجد حنفري في نظام ميلس ما يحقق آمال شعبه الكبير،وكان يدرك بأن بلوغ الغايات العظمي لا تتم بدون التضحيات والإستبسالات التي لا تقهر،ورفض السلطان الإغراءات والمكاسب الشخصية التي قدمت له كثيرا،فأسكت بذلك وأخرس كل الآلسن التي كانت تطالبه بالخضوع والإستسلام لنظام ميلس.وهكذا اختار الرجل المنفي علي الإستبداد والظلم بينما غيره إستغل تمرده لتحقيق مكاسب سياسية تقربهم عن حكومة وياني.الا ينطبق علينا أيها العفر هذا البيت الشعري القديم:Labhay kalo namma’aff le birrti gurrah..واليوم يتسابق الجميع الي إستقباله في مطار أديس أبابا،والذين كانوا مع وياني بالأمس القريب أصبحوا الآن في الصفوف الأمامية لإستقبال السلطان هذا الصباح، ويرون فيه شخصية مخلصة ومنقذة لشعب العفر!! إنه النفاق الذي يبحث أصحابه عن الإمتيازات والمكاسب. وها هو رجع السلطان الي وطنه بعد أن خذله كبار القوم معززا مكرما،وقد يسطر التاريخ مواقفه وكفاحه الطويل معاني الشجاعة والنضال لنصرة أمته علي مر العصور..وهنا يتساءل كل صاحب عقل منصف: أين كان هذا الشعب عن هذا السلطان طوال كل هذه المدة؟وهل سألوا عنه يوما نظام وياني ناكري المعروف الذين إنقلبوا علي السلطان وشعبه؟أما السياسيين العفر في الإقليم للأسف الشديد يفتقدون الي الرؤية الإستراتيجية.وكل تحركاتهم تكتيكية وليست إستراتيجية.ولو كان لديهم إستراتيجية لما تركوا السلطان في صقيع امريكا والسويد،ولما تركوا عونده فوعو وجدميتو لميليشيات تريد أن تستوطن في أرض غيرها بالقوة..هنا اريد ان اوقف التاريخ علي رجليه في المحكمة،لمحاكمة من باع الأرض والزرع والملح والنهر والنخل،بعد ان ظل في اذهاننا مثل خاتم سليمان عليه السلام.

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

أنين المآسي في غزة . واستشعارها في صنعاء.

– الحرب غيرت وجه قطاع غزة إلى دمار شامل.. فأنين الجوع يدمي القلوب في غزة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.