اليمن..الساحل الغربي ( الحديدة) من الجهات الأربع (الموقع والأهمية والتأريخ -صحياً وإقتصاديا- عسكرياً وسياسياً-إقليمياً ودولياً) وماذا قدم الحوثيون – للمبعوث الأممي -وماذا شاهدت في المدينة المحاصرة بالحرب؟؟

الكاتب والاعلامي / عبدالرزاق الباشا

قبل اسبوع من كتابة هذا التقرير والقراءة التحليلة، شدني الشوق والفضول إلى رحلة مكوكية لعاصمة إقليم تهامة (الحديدة). بعد سماعنا بأن القوات المشتركة، وصلت إلى منطقة الدوار وسيطرت على المطار بالكامل، والزحف نحو العمق في المدينة للوصول إلى الميناء التي ترسي فيه سفن الإمداد والإغاثة .
كانت رحلة جيدة حتى الوصول إلى الدوار ومطار الحديدة،الذي يعد محرراً من كلا المتحاربين (أي بمعنى ليس تحت سيطرة أحد منهم).
شوارع المدينة شبة خالية لكنها تحت سيطرة أنصار الله .وأشعة الشمس كانت حامية، لكن الخطوط العمومية تتحكم بها الخنادق والحفريات المخيفة ومن ورائها إستماتة ليس لها مثيل .
هذا كل شيء في الحديدة عاصمة إقليم تهامة،وهذة كانت مقدمة مختصرة لإفتتاحنا للتقرير والقراءة التحليلية..

* وكي نضع عين القارئ الكريم في مدينة البحر الأحمر ( الحديدة) علينا نأخذها من الجهات الأربع.

** الجهة الأولى (الموقع والاهمية) التي جعلت من كلا المتحاربين الإستماتة والسيطرة عليها :
الموقع :
تقع الحديدة في الجزء الغربي لليمن،وتمتد على الشريط الساحلي الغربي المطل على البحر الأحمر. وتبلغ مساحة محافظة الحديدة حوالي (17.145كم2)، وعدد سكانها حوالي (2.2 مليون) نسمة، بما نسبته (11%) من إجمالي سكان الجمهورية اليمنية،تبعد المدينة عن العاصمة صنعاء بحوالي 226 كيلومترا.
تقع معظم أراضي محافظة الحديدة في المنطقة السهلية لساحل تهامة، ويمتد هذا السهل من منطقة اللحَّية في الشمال إلى منطقة الخوخة في الجنوب بطول 300 كيلومتر وعرض يتراوح بين 60 و150 كيلومترا، ويخترق هذا السهل العديد من الأودية الكبيرة التي تصب في البحر الأحمر كوادي سهام.

الحديدة عبر الزمن :

سميت الحديدة بهذا الإسم نسبة إلي مركزها الإداري ومينائها الرئيسي، الذي يقع جنوب شرق البحر الأحمر – شمال خط الإستواء على خط عرض14درجة و50 دقيقة شمالاً وخط طول 42 درجة و56 دقيقة شرقاً و يرتبط بقناة ملاحية بطول 11 ميلاً بحرياً و عرض 200 متر و حوضاً للإستدارة بقطر 400م تصل الميناء بمناطق إنتظار.

وقد إنشئ الميناء في عام 1961م، بالتعاون مع الإتحاد السوفياتي سابقاً وحظي بإهتمام كبير، وتم تطويره حتى صار أهم الموانئ اليمنية بعد ميناء عدن، وتدخل عبره اليوم 80% من المواد الإستهلاكية والغذائية والإغاثية،..وساهم ميناء الحديدة بالدور الأساسي والفعال في إنتصار ثورة اليمن 26 سبتمبر 1962م ضد الحكم الإمامي الكهنوتي .

وتأسست الحديدة في القرن الثامن الهجري،. وقد عرفت محافظة الحديدة منذ القدم باسم تهامة اليمن، وبحكم موقعها الجغرافي المميز كبوابة رئيسية لليمن،.تطل منه غرباً على البحر الأحمر أهم وأقدم بحار العالم وأكثر حيوية وأهمية وكثافة لحركة الملاحة البحرية العالمية، فقد شكلت المحافظة واحدة من أهم مناطق التماس والإلتقاء وتفاعل الإنسان اليمني مع العالم من حوله عبر عصور التاريخ القديم والحديث والمعاصر.

وتهامة اليمن ( الحديدة) شهدت تحولات هامة ومعارك تاريخية وطنية حاسمة لصد الغزاة والمستعمرين على إختلاف أجناسهم ،وتنوع مآربهم وأطماعهم، كالرومان (23 ق.م)، والأحباش (525م)، كذلك حُكمت من قبل الحكم الأيوبي (1173م) والإمبراطورية العثمانية 1538م.،،كما شهدت تهامة اليمن تأسيس ونشأة العديد من الدول والدويلات اليمنية التاريخية القديمة التي أمتدت وأتسع نفوذها ليشمل اليمن كله أو معظم أجزائه:

* كالدولة الزيادية التي تأسست (818م-1018م).

*والنجاحية في (1021م -1159م).

*والمهدية (1159م- 1173م) وغيرها.

أهم الجزر اليمنية في البحر الأحمر:

– تتميز الحديدة ببحرها الأحمر الذي يمتلك أهم الجزر اليمنية التي يبلغ عددها أكثر من 40 وأهمها جزيرة كمران المأهولة بالسكان. وجزيرة حنيش الكبرى وتبلغ مساحتها حوالي 67 كيلومترا وهي جزيرة صخرية تمتد سلسلة جبلية على طولها.

* النشاط الحيوي لسكان الحديدة:

تحتل الحديدة المركز الأول بين محافظات الجمهورية في إنتاج بعض المحاصيل الزراعية وبنسبة تصل إلى (28.6%) من إجمالي الإنتاج، ومن أهم المحاصيل الزراعية الخضروات والفواكة والأعلاف فضلاً عن نشاط الاصطياد السمكي، بحكم أن المحافظة تطل على شريط ساحلي طويل غني بالأسماك والأحياء البحرية كماً ونوعاً. والنشاط التجاري في الحديدة متميز من خلال عمليتي (الإستيراد والتصدير) لأهم ميناء رئيس، كما يوجد في المحافظة العديد من المنشآت الصناعية من أهمها مصنع أسمنت باجل، وبعض الصناعات الغذائية والمشروبات الغازية. وأهم المعادن الموجودة في أرض تهامة هي: (الجرانيت، الرمال السوداء، الأصباغ، السيراميك، الملح الصخري، الجبس وبعض المعادن الطينية الأخرى).

المعالم والآثار التاريخية:

تزخر الحديدة بحضاراتها القديمة ومناطقها السياحية ،كقلعة الحديدة التاريخية المطلة على البحر الأحمر، ومدنها القديمة كمدينة (زبيد) ومركزها العلمي (كأحد مراكز العلوم الإسلامية والإنسانية اليمنية) التي وصل أثرها العلمي بلدان شرق أفريقيا ووسط وجنوب آسيا. ويوجد في مدينة زبيد التاريخية الجامع الكبير وجامع الأشاعرة،

وفي مديرية السخنة مصدر الاستشفاء لبعض الزائرين لحماماتها الطبيعية يوجد فيها حمام السخنة الطبيعي، إلى جوارها،محمية (بُرع )الطبيعية التي تعد آخر غابات شبة الجزيرة العربية التي تتميزبغطائها النباتي الكثيف المتنوع والحيوانات المتعددة والنادرة في العالم ،ويطفوا على سفوح جبالها المدرجات الزراعية الغنية بالبن البُرعي الذي يعد من أجود انواع البن في العالم .

** الجهة الثانية من الجهات الأربع (الصحي والإقتصادي) :

منذ إندلاع ما تسمى ثورة الشباب السلمية عام 2011 لم تشهد اليمن الإستقرار الأمني والسياسي والإجتماعي،وكافة الجوانب ومن ضمنها الوضع الصحي الذي أزداد سوءاً وإنهياراً وإزدراءاً،..ومنذ أربع سنوات عادت إلى اليمن الأوبئة والأمراض التي تخلص منها العالم منذ عقود، وتربعت هذة الأوبئة وأستوطنت في المجتمع،وشهدت اليمن العديد من تلك الأمراض،وخاصة الساحل الغربي تهامة ( الحديدة) كمرض الدفتيرا والكوليرا التي حذرت منها منظمة الصحة العالمية،.وصرخت قبل أيام من تفشي الكوليرا مجدداً. وربما يكون اليمن على شفا تفش جديد للكوليرا قد يزيد من خلاله معدل الوفيات بسبب إنتشار سوء التغذية.
وآمِلت منظمة الصحة العالمية في وقف إطلاق النار في شمال اليمن للسماح بالتطعيم ضد الكوليرا.قبل أن تنجر البلاد إلى موجة ثالثة كبيرة من وباء الكوليرا في اليمن“. حسب البيانات التي تشير إلى ذلك.وقول السيد( بيتر سلامة) المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في المنظمة ”..
وإلى جانب إنتشار الأمراض والأوبئة التي ساعد على تفشيها،.نقص المناعة وقلة الغذاء الضروري لدى المواطن اليمني ،جاء ذلك في تصريحات لمنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن،( ليز جراندي)، يوم الخميس.2 أغسطس 2018، إن ملايين اليمنيين، يعتمدون على وجبة واحدة من الأكل، كل يومين،.وأوضحت جراندي أن «8.4 ملايين من اليمنيين، لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم القادمة، وأن غالبيتهم يأكلون مرة واحدة كل يومين»وأشارت إلى أن «75 % من كل المدنيين في اليمن، يعتمدون على شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية، وهي نسبة لا توجد بأي دولة أخرى في العالم».
وعلى نفس الصعيد لمعاناة الشعب اليمني، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، قبل أيام إن 16 مليون شخص في اليمن، يفتقرون لسبل الحصول على مياة صالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي خاصة بعد الحفريات والخنادق المستحدثة في الساحل الغربي (الحديدة) وانقطاع سبل الحياة والماء.
وذكرت المنظمة في تغريدة بصفحتها على “تويتر”، أنها تسعى خلال هذا العام لدعم مشاريع ترميم وإعادة تأهيل وتشغيل مؤسسات المياه المحلية.

– إلى جانب جائحة الفقر، والمرض،والوضع الصحي،وإنتشار الأوبئة تشهد اليمن إنيهاراًأقتصادياً لا مثيل له في االعالم وتسارع في إرتفاع الدولار الامريكي،وتدهور الريال اليمني الذي وصل مؤخراً إلى 560 ريالاً،. مقابل الدولار- قابل للإنهيار الأكثر،الذي زاد من تفاقم معاناة أبناء الساحل الغربي وكل أبناء الوطن،..في الوقت نفسه تصل أكثر من 600 مليار ريال يمني طعبة جديدة بدون غطاء إقتصادي إلى البنك المركزي في عدن العاصمة الموقتة للبلاد،.كل ذلك الإنيهار يقابله سكوت(التحالف والشرعية)،الذي وصفه بعض المراقبين للوضع عن كثب، أن هذا السكوت لا يخرج عن الثلاثة الإحتمالات التاليية –
الإحتمال الأول :
الثقة التامة عند (الشرعية والتحالف ) أن هذا الشعب، أصبح ميتاً ولا يحرك ساكناً،ولو كان شعب حي لصرخ وتظاهر وأعتصم،وأحرج الشرعية و(التحالف ) أمام العالم بإعتبار أن التحالف الآن هو الذي يدير البلاد، ويتحكم بكل شيء بما فيه السياسة الإقتصادية والنقدية والتصدير والإستيراد. فاذا كانت هذه الدول هرعت لإنقاذ الإقتصاد الأردني بعد خروج الشعب إلى الشارع . فكيف لا تفعل ذلك باليمن وهي الذي تمسك وتدير ملفه ؟
الإحتمال الثاني:
قد يكون هدف التحالف من هذه اللامبالاة هو الضغط على (الشرعية ) للقبول بإملاءات معينة مؤلمة، وفي هذه الحالة على (الشرعية) ان توضح للشعب بأي صورة تراها مناسبة .
الإحتمال الثالث :
قد يكون (التحالف والشرعية ) على إتفاق من أجل إيصال الشعب إلى القبول بحلول معينة،.. وفي كل الأحوال المدينة التي تستطيع أن تهز الشرعية والتحالف وكشف نواياهم أمام العالم هي مدينة (عدن)، بإعتبارها عاصمة البلاد المؤقتة،وأنظار الخارج تتجه إليها،ولإعتبارات آخرى كذلك.. وهذا سيحدث في حالة واحدة فقط،. لو خرج الناس هناك تحت شعار واحد لا سواه،وهو مطالبة التحالف والشرعية بالعمل على رفع هذه المعاناة عن كاهل الشعب “وهذا الحلم يعتبره البعض صعب التحقق،فمدينة عدن قد قسمها المخرج إلى شوارع ومربعات متباينة تسودها الفوضى والإغتيالات شبة اليومي،ويتحكم في كل مربع منها مجاميع معينة،أو قبيلة معينة، وأن كان ذلك تحت بدلة الميري.

**الجهة الثالثة( عسكرياً وسياسياً):

إذا ما أنتقلنا إلى الجهة الثالثة من الجهات الأربع لهذا التقرير، نجد أمامنا الوضوع العسكري،تتصدره معركة الساحل الغربي واجهة الاعلام والإهتمام المحلي والعربي والدولي- والذي أعلن عنها التحالف العربي منتصف يونيو الماضي باسم معركة (النصر الذهبي)،الذي وصفها بعض المحللين السياسيين بأنها معركة (الخلاص) والفاصل في حرب اليمن، والتي تمثلت بالقوات المشتركة ( ألوية العمالقة- المقاومة التهامية – حراس الجمهورية) تحت قيادة العميد (طارق محمد عبدالله صالح) وبدعم من التحالف العربي بقيادة الإمارات العربية المتحدة براً وبحراً وجواً.
والتي كان لهذة المعركة في بداية إنطلاقها إنتصارات نوعية،حتى وصلت إلى أطراف مدينة الحديدة،.ثم شهدت تراجعاً ملحوظاً خاصة بعد تحركات مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن السيد (مارتن غريفيث)ورحلته المكوكية مؤخراً،إلى عدن- ثم الرياض-والاردن ثم صنعاء- وهكذاكانت الرحلات والزيارات المتكررة في غضون أقل من شهر، لتوقف معركة الساحل الغربي،.حتى جاء إعلان من قوات التحالف توقيف مفاجأ لمعركة (النصر الذهبي)الذي جعل من القوات المشتركة أن تتجه شرقاً لتحرير مدينة بيت الفقية ومزارع التحيتا ومدينة زبيد..الذي ذكر المحللون العسكريون،.أن بإستعادتها ونقصد هنا مدينة (زبيد) تتقلص مناطق سيطرة الحوثيين بالساحل الغربي، وتفتح الطريق أمام القوات المشتركة بقيادة العميد( طارق عفاش) للتقدم نحو مناطق جديدة كمديريتي الجراحي وبيت الفقيه.وبقيةالمديريات الواقعة شرقي محافظة الحديدة.
لكن إعلان التحالف(تعليق)معركة الحديدة جعل من جماعة( الحوثي) ترتب صفوفها والدعوة إلى حشد شعبي وعسكري وإستماتة للدفاع عن محافظة الحديدة تحت عدة مسميات..لأن الحديدة تعد للحوثيين الرئة والمتنفس الإقتصادي لدعمهم،بإعتبار البحر الأحمر هو المنفذ الوحيد والأخير وارتباطهم بالعالم الخارجي هذامن الجانب المحلي.. أما الجانب العربي والإقليمي (الشيعي )فقد تعالت الأصوات الشيعية في لبنان والعراق وسوريا وإيران،لمساعدة ومساندة شيعة اليمن (الحوثيون) في معركتهم للتصدي للغزاة المعتدين على الأرض والعرض وبأن هناك مظلومية حسينية وكربلاء جديدة في اليمن ويجب مناصرتهم.
وهذاليس جديداً أن تحظى حركة «أنصار الله» الحوثية بتضامن واسع النطاق من الأحزاب والتنظيمات الشيعية المرتبطة بقيادة «الحرس الثوري» في إيران، أو تندرج تحت قيادة «فيلق القدس» الذي يقوده الجنرال الإيراني قاسم سليماني. لقد سبق أن أعلن ذلك (حسن نصر الله) الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، وكذلك فعل(أكرم الكعبي) الأمين العام لحركة «النجباء»، وفعل قياديون في «الحشد الشعبي» العراقي،..الجديد في هذا أنه مع إطالة أمد الحرب سينتقل التضامن من منابر القول إلى ميادين الفعل،لمناصرة حلفائهم الحوثيين التي تربطهم عقيدة ومذهب .
وتصبح اليمن ساحة حرب أقليمية ودولية وتصبح جبهة الساحل الغربي في خبر كان لتنظم إلى جبهات القتال النائمة والناعمة كجبهة نهم وصرواح والبيضاء وتعز والقبيطة بلحج،والجبهات الست المطوقة لصعدة للإستنزاف فقط لاغير .

وإذا أخذنا الجانب السياسي لمعركة الساحل الغربي (الحديدة)،.وبعد قيام مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن-السيد(مارتن جريفيث) بجولات مكوكية بين الأطراف المتحاربة لوقف التصعيد على الحديدة، تخشى الأمم المتحدة من أن يؤدي إلى تفاقم أزمة إنسانية وصفتها بأنها الأكثر مأسآة في العالم.
وعقد غريفيث جولات متكررة تضمنت العديد من المحادثات مع الحوثيين في صنعاء بشأن معركة الساحل الغربي وكانت آخر جولة ،مبهمة من دون أي تصريح أو نتائج لها،وبالمثل مع الرئيس عبد ربه منصور هادي الموجود حالياً في مقر حكومته المؤقتة مدينة عدن جنوب البلاد.والذي شكل لجنة برئاسة رئيس الوزراءالدكتور/أحمد عبيد بن دغر-لتفاهم مبادرات وأطروحات ومساعي المبعوث الأمم إلى اليمن لتدارس المستجدات والخطط التي يقترحها -مارتن غريفيث- تمهيداً لوضع حل سياسي للمشكلة اليمنية ،الذي وصف تلك المشكلة أحد الصحفيين البريطانيين على قناة فرانس 24 أن مارتن غريفيث يعالج مشكلة عويصة ولكنه تحدث مع قيادة التحالف والشرعية بكل وضوح وصدق وصراحة” وكان أهم سؤال طرحة على التحالف( مارتن) -هل سيقبل الناس في المناطق المحررة ما تطرحونه من مرجعيات كي يقبل بها أنصار الله, أم أنكم بحاجة إلى حرب آخرى ضد الجنوب ؟
وقال الصحفي البريطاني إن غريفيث قال- لقد التقيت بقيادة المجلس الإنتقالي -وقادة الحراك الجنوبي ,, كلهم مجمعون بعدم القبول إلا بعودة دولتهم،. دون ذلك يعتبر عبث ومضيعة للوقت وأكدوا بأنهم سيقاتلون أي جهة تفرض عليهم حل لا يلبي مطالب شعب الجنوب ,,
ثم قال الصحفي إن غريفيث صارح التحالف بالقول- الشرعية ليست أفضل من الحوثة ففي صفوفها الارهابيين حسب قوائمكم لمطلوبين،. يدعمون الإرهاب ووزراء ومسؤولين كبار في الشرعية ,, والبقية فاسدين يتقاسمون كل ما يقع بين أيديهم ,, ثم طالب غريفيث التحالف مساعدته لإيجاد حل،.ينهي هذة الكارثة ويخفف من معاناة الناس ,, ويوجد حل لكل القضايا, ثم قال الأمم المتحدة لن تبحث عن حل جزئي بل تريد حل شامل ينهي التمرد ويوقف الحرب والصواريخ الباليستية على السعودية ويحل مشكلة الجنوب والشمال ,, ولن تسمح أن تقوم حرب داخلية بين أطراف الصراع ,لابد من إنهاء كافة القضايا.
في نفس الوقت صرح مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة أحمد عوض بن مبارك أن «مقترح الحديدة مات»، معللاً ذلك بـ3 نقاط؛
النقطة الأولى : أن المبعوث الأممي إلى اليمن لم يحصل على شيء من الحوثيين باستثناء فقرة واحدة من مقترحه رغم الملاحظات عليها؛ سماحهم للأمم المتحدة بدور في إدارة الميناء، ولم يتجاوبوا معه مطلقاً،ولم يقدموا أي تنازل في الحديدة.
النقطة الثانية: «إيرادات الحديدة». المقترح الأممي يقول إن الإيرادات يجب أن تذهب لفرع البنك المركزي في الحديدة التابع لمقر البنك المركزي في عدن لغرض المساهمة في دفع مرتبات الموظفين في كل أنحاء الجمهورية،..بينما الحوثيون يريدون أن تذهب الواردات إلى فرع البنك المركزي في الحديدة ثم إلى صنعاء.
النقطة الثالثة: «إدارة ميناء الحديدة». إذ يقول إن «الحوثيين ذكروا بأنهم يسمحون للأمم المتحدة بإدارة الميناء مع الإداريين في الميناء، لكنهم لم يتحدثوا عن إنسحاب فعلي من الميناء أو لقواتهم، وقالوا إنهم لن يتدخلوا، فماذا تعني هذه المسألة؟
– وأثناء إجتماع مجلس الأمن الدولي في يوليو الماضي بشأن اليمن أعلن رئيس اللجنة الثورية للحوثيين الأستاذ/ محمد علي الحوثي- إيقاف الحرب البحرية وإستهداف البوارج الحربية في الساحل الغربي من طرف واحد ( الحوثيون) ثم جدد محمد على الحوثي- العرض السابق للمبعوث الدولي-والدول الداعمة للسلام مؤخراً، من على صفحته الرسمية فيس بوك بعض التصريحات التي تناولتها وسائل إعلام رسمية لانصار الله بشأن السلام وطباعة الأوراق النقدية الجديدة،.حيث قال رئيس اللجنة الثورية : نجدد عرضنا السابق للمبعوث الدولي والدول الداعمه للسلام إعادة إيرادات البنك المركزي بـصنعاء مقابل التعهد بصرف مرتبات موظفي الدولة وإسقرار العملة،.وأعترض محمد علي الحوثي في منشور له على الطباعة المتكررة للعملة النقدية المحلية والتجارب السابقة مع مرتزقة العدوان ،واعتبر أن تكرار طبع العملات هي محاولة قتل الإقتصاد اليمني من قبل العملاء وحمل السعودية وأمريكا وتحالفهما مسؤولية تدمير العملة وإيقاف الرواتب،.حسب منشوره في صفحته الرسمية فيس بوك .
من جانبه صرح مستشار وزارة خارجية حكومة الإنقاذ الوطني لسلطة الأمر الواقع بصنعاء – عز الدين الشرعبي -جناح الصقور للحوثيين، بأن دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي على اليمن لا تريد حلول سياسية ولا المفاوضات ولا الجلوس على طاولة الحوارات،وحقيقة الأمر والواقع أن النظام السعودي والإماراتي يريدان فقط يمن ممزق مقسم إلى دويلات صغيرة وأن يكون قرار اليمن السياسي مرهون وخاضع تحت تدخلاتهم المباشرة وتحت وصايتهم وهيمنتهم ،.وبناء على ذلك يرى مستشار وزارة خارجية ماتسمى حكومة الإنقاذ/ عزالدين الشرعبي الغير معترف بها دولياً ولكنها سلطة أمر واقع في صنعاء، أن الشعب اليمني لم يعد يراهن إطلاقاًاليوم على أي حوارات أو مفاوضات أو أي حلول سياسية من الخارج- ولا يراهن على الأمم المتحدة ولا مبعوثها الأممي،في إيقاف العدوان ورفع الحصار على اليمن خاصة بعدما تجلت وظهرت كل الحقائق،.بل يتطلب منهم الرد بالمثل ومواجهة الغازي المعتدي بكل ما يمتلكون من قوة ويلقنوه درساً قاسياً لا ينساه أبداً..
في الوقت نفسه أعلن الحوثيون أن طيران التحالف قصف مشفى وسوق للسمك مكتظ بالسكان في مدينة الحديدة راح ضحيته أكثر من 50 قتيل وأكثرمن 100 جريح . وماهي إلا لحظات ويصرح التحالف العربي أنه لم يستهدف المدنيين ومن أرتكب تلك الجريمة هم الحوثيين،. وقد وجّه المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، رسالة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الهجوم الذي شنته جماعة الحوثي على مستشفى الثورة وسوق السمك في مدينة الحديدة غربي اليمن، وطالب في رسالته مجلس الأمن بإتخاذ إجراءات عاجلة لتنفيذ القرارين رقم 2216 و2231،..وأكدالمندوب أن تحقيق التحالف العربي بشأن الإعتداء على مستشفى الثورة وسوق السمك “وجد دليلا واضحا أن التدمير الذي وقع في الحديدة ناجم عن قصف بقذائف هاون أُطلقت من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين”.

** الجهة الرابعة (الإقليمية والدولية):
نقف في المحطة والآخيرة من الجهات الأربع عند الجهة الأقليمية والدولية التي أثارة ردوداً كثيرةً وإنتقاداتٍ فيما يخص إستهداف الحوثيين بصاروخ موجه ناقلة نفط سعودية عرض البحر الاحمر في الساحل الغربي ( الحديدة)،..تزامنة مع وجود المبعوث الأممي مارتن غريفيث في صنعاء لجولته الآخيرة،..قال عنها الحوثيون إنها بارجة حربية سعودية
نتج عنها تعليق إيقاف تصدير النفط السعودي إلى العالم عبر مضيق باب المندب حتى يتم تأمين الملاحة الدولية،..ظل لمدة اسبوع من ثم عاودت الناقلات النفطية السعودية مزاولة عملها بعد إتفاق مع دول التحالف والعالم،تأمين الملاحة البحرية في باب المندب.
وبعد مغادرة المبعوث الأممي صنعاء من دون أي تصريح عن نتائج زيارته ولقائه بالحوثيين قدم إحاطته الآخيرة لمجلس الأمن الدولي،.أكد فيها أن الحوار هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع في اليمن، مشيراً إلى أن الحكومة الشرعية الموالية للتحالف والأطراف الأخرى أبدت إستعدادها للتعاون في إتجاه الحل السياسي، مبدياً قلقه من تنامي وتيرة الحرب والتصعيد العسكري الكبير ويقصد هنا تصعيد(معركة الساحل الغربي) في اليمن مؤخراً والهجمات الصاروخية على السعودية،..ودعا غريفيث مجلس الأمن إلى التركيز على وقف الحرب ودعوة الأطراف اليمنية للحوار دون شروط مسبقة.
وكشف غريفيث “عرض إطار عمل لمفاوضات بخصوص إنهاء الصراع على مجلس الأمن خلال شهرين”. وأوضح أنه يعمل على إتفاق يرضي جميع الأطراف اليمنية بضمانات دولية للإتفاقات،..يتضمن تشكيل حكومة تمثل جميع الأطراف. وطالب المبعوث بإجراءات لتعزيز الأمل بوقف الحرب معتبراً أن من تلك الإجراءات فتح مطار صنعاء ووضع ترتيبات لإطلاق كل المعتقلين والأسرى من جميع الأطراف،..وأثناء الجلسة جددت دولة الكويت في كلمتها خلال جلسة مجلس الامن حول الحالة في اليمن والتي ألقاها مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي – أن أي خطة سلام في اليمن لا تستند على المرجعيات الثلاث ستسهم بتعقيد الأوضاع وإطالة أمد الأزمة،..مما سيكون له آثار خطيرة على الأمن و الإستقرار الإقليمي والدولي،.

– بينما نجد المندوب الدائم لليمن في الأمم المتحدة الدكتور/ أحمد عوض بن مبارك يصف مقترح الحديدة الذي طرحه مارتن غريفيث بأنه ميت، معللاً ذلك بـ3 نقاط .

أولها : أن «المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث لم يحصل على شيء من الحوثيين باستثناء فقرة واحدة من مقترحه ؛ سماحهم للأمم المتحدة بدور في إدارة الميناء،ولم يتجاوبوا معه مطلقاً.

النقطة الثانية: «إيرادات الحديدة». المقترح الأممي يقول إن الإيرادات يجب أن تذهب لفرع البنك المركزي في الحديدة التابع لمقر البنك المركزي في عدن لغرض المساهمة في دفع مرتبات الموظفين في كل أنحاء الجمهورية،.الحوثيون، يريدون أن تذهب الواردات إلى فرع البنك المركزي في الحديدة ثم إلى صنعاء،
النقطة الثالثة: في تعليلات الدكتور بن مبارك في «إدارة ميناء الحديدة». إذ يقول إن «الحوثيين ذكروا بأنهم يسمحون للأمم المتحدة بإدارة الميناء مع الإداريين في الميناء، لكنهم لم يتحدثوا عن إنسحاب فعلي من الميناء أو لقواتهم،..

ولهذا نقف في آخر هذا التقرير لنضع رأي المحللين السياسيين لموقف الأمم المتحدة من الحرب اليمنية التي رأها الجميع،.بأنها حرب طاحنة أكلت الأخضر واليابس في اليمن، وأحدثت دمارًا واسعًا ووضعًا مأساويًا على مختلف الأصعدة،.لا يوجد يمني لم يتضرر من هذه الحرب ولا يرغب في إنهائها وإحلال السلام..فالسلام العادل مطلب أغلب اليمنيين.
لكن السؤال..كيف سيتم تحقيق السلام؟!
طالما تحرص الأمم المتحدة على أن تظهر لنا غير آبهة بجوهر المشكلة اليمنية عندما تعمل على فرض الحل السياسي، دون تطبيق القرارات الأممية، وعلى رأسها القرار الأممي 2216،..
– والبعض الآخر من المحللين السياسيين يرون أن حل المشكلة اليمنية، يجب إستحضار أبعادها التاريخية والمعرفة بتفاصيلها المرحلية، لأن الحلول الترقيعية غير مجدية. وأيًا كانت هذه الحلول، ستكون هشة، ولن تصمد في حال تم فرضها دون معالجة المشكلة الأساسية..

– وخلاصة الخلاصة:
لم يحقق التحالف العربي بقيادة السعودية بقصد وربما هو الأكثر إعتقاداً أو بدون قصد وهو الإحتمال الأضعف مكاسب كبرى في هجومه لانتزاع ميناء الحديدة اليمني من أيدي الحوثيين سلطة الأمر الواقع مما يحرمه من التفوق الحاسم الذي كان يسعى له في مواجهة جماعة الحوثي في مساعي السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.

– وللتذكير فقط،.اليمن أصبحت ساحة حرب داخلية مناطقية مذهبية طائفية وأقليمية ودولية، وأن جبهة الساحل الغربي في خبر كان وأنظمت إلى موكب الجبهات الناعمة كجبهة (نهم وصرواح ،والبيضاء ،وتعز ،والقبيطة بلحج، والمصلوب ) للإستنزاف لاغير.

لكن المؤلم أن هذة الحرب جائت على كل تفاصيل الحياة في اليمن المنهك بالفقر والجهل والمرض والأوبئة منذ أحداث 2011 ومعها توقف كل شيء بما في ذلك آمال الناس البسيطة حتى إنتهاء هذة الجائحة،.وحفظ الله اليمن وأهلها من مكروه،.

والله من وراء القصد
للكاتب والاعلامي
عبدالرزاق الباشا
الساحل الغربي – الحديدة

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.