لماذا ساءت الحال بين الناس؟

يقال إن احد الحكماء جمع الحكماء في دولته.وكان عددهم 800 رجل،ويقال ثمانون رجلا،وطلب اليهم ان يلتفوا حوله وقال:أريد أن تقع عيني دائما علي رجل عاقل.فكونوا حولي والتفوا حوله.وسكت الأمبراطور طويلا،ولم ينطق أحد بكلمة.ثم وقف الأمبراطور بين حكمائه.وقال :يا حكمائي لماذا ساءت الحال بين الناس؟

فلم ينطق أحد.

وقال الأمبراطور:يا حكمائي لماذا لا ينطق حكمائي؟إذا سكت العقل فمن الذي يتكلم؟إذا خرس الصدق فمن الذي يبشر الناس؟ إذا تحولت رؤوس الطيبين الي أحذية في أقدامهم فأي شئ أشرف من الرأس يوضع علي الكتفين؟

ولم يجب احد من الحكماء.

وعاد يقول:يا حكمائي لماذا يتكلم الملوك كثيرا،والناس قليلا والعقلاء نادرا؟هل لأن في يدي سيفا..إذن سوف أرميه..ورمي السيف بعيدا.وأشار الي حراسه أن يخرجوا من القصر. ولكن احدا لم يتكلم..

وعاد يقول:يا حكمائي العالم.هل لأني أرتدي ملابس من ذهب..وأضع عطرا نادرا،وأنني اكلت طعاما شهيا.ونمت نوما دافئا.وأحمل مفاتيح الرزق والأرض والسماء؟اليكم ملابسي.وخلع ملابسه..ولكن الحكماء لم يتكلموا.

ثم جلس الملك حزينا علي ما أصابه..وأصاب العقل في زمانه.ووقف أحد الحكماء وقال:الآن أتكلم..ثم جلس هذا الحكيم.ووقف حكيم ثان وقال:إن لدي جاري شيئا هاما سوف يقوله.

وأشار الي جاره ليتكلم.ووقف الجار ليقول:إن جاري لديه ما يقوله ضد الأمبراطور..ووقف الجار ليقول:وجاري هذا لديه ما يقوله ضد حاشية الأمبراطور..وأولاد الأمبراطور.وأقارب الأمبراطور..ووقف حكيم سادس وسابع..والحكيم الثمانون قال:أرايت يا صاحب الجلالة ما الذي يجعلنا نسكت.وما الذي يجعلنا نقول الحق؟

وأحني الأمبراطور رأسه حتي قارب الأرض ليقول:إنه سيفي وملابسي وحراسي.

وقال أحد الحكماء:ابدا ليس ذلك،وإنما الذي جعلنا نتكلم..انك طلبت النصيحة،وكنت صادقا ومخلصا،وانك تعني ما تقول.وانك استمعت الي النصيحة عاريا متواضعا بلا سلاح ولا ذهب ولا رجال..هذه هي الطريقة.فالحاكم يخاف..والحكيم لا يخاف الحاكم!

والمعني من وراء هذه المسرحية القديمة جدا،هو أن الأمبراطور إذا صدق،صدق الناس.وأن الملك إذا تواضع،تواضع كل الناس..وإذا طلب النصيحة إستفاد كل الناس.

إبراهيم علي

  • المصدر-Diyanat ukhra

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.