يظهر أن جمهورية جيبوتي فوجئت بزيارة رئيس الصومال الي إرتريا في الأسبوع الماضي،وكانت هذه الزيارة شبه مرتبة بين الحكومة الصومالية ونظام أفورقي رغم سريتها،وكان الغرض الأساسي منها هو رفع الحصار عن إرتريا لترجع الي الأسرة الدولية،وذلك لتمكين أفورقي من بناء دولته التي ما تزال تعاني عن الحصار.لو كان الرئيس الجيبوتي يعلم بتوقيت السفر لقال من الرئيس فارماجو:أرجوك أن تؤجل هذا الموضوع حتي نتكلم في الأمر ونتشارو،وليس من المناسب أن تزور إرتريا الذي تدعم الثورة العفرية (فرود) ضدنا،وزيارتك لإرتريا هو إستفزاز لجيبوتي لسنا في حاجة اليه في هذا الوقت علي الأقل،أرجوك أن تؤجل السفر الي أن نلتقي”.لكن فرماجو طار الي أسمرة والتزم الصمت.ولماذا جيبوتي منزعجة الي هذا الحد؟ ولماذا تهين سفيرها وتنتقم منه؟اليس الرئيس الصومالي حر في إعادة علاقته مع من كان؟ولا تنسو أن الصوماليين لهم الفضل الكبير علي دعم قضية إرتريا في السبعينات والثمانينات عندما كانت جيبوتي تتفرج من بعيد.ولا ننسي أيضا أن نظام جيبوتي وقف الي جانب الصومال في محنته.وكل ذلك لا يمنع فارماجو من أن يتصرف كرئيس دولة،يسافر متي ما أراد،ويجتمع مع من يريد.وهناك علاقة قديمة أيضا بين أسمرة ومقاديشوا.وكأن أفورقي يقول للرئيس فارماجو : زيارتك لأسمرة،تذكرني بزياراتي للصومال في السبعينات.وهناك مثل شعبي يقول:لا يأتينا من الغرب ريح تسر القلب”إشارة الي أن الرياح الخماسينية تهب من الصحراء الغربية تحمل الرمال والأتربة،وعواصف الصحراء.ورياح الصومال ايضا هذه المرة حملت معها الكثير من الأتربة وأزعجت حاكم جيبوتي.
إبراهيم علي