الأنتلجنسيا العسكرية : عند الجنرال عيديد

إن تعاطفنا مع الشعب الصومالي الجار يدفعنا أحيانا الي دراسة تاريخ بعض القياديين العسكريين في الصومال أمثال الجنرال عيديد الذي تحدي أمريكا والأمم المتحدة عام 1993.والجنرال عيديد دخل الحرب ضد أمريكا،وهذا الموقف دفعه الي المواجهة مع القوات الأمريكية في ضواحي مدينة مقديشوا وكانت الضحية شعب الصومال.وهكذا أغلق الجنرال الصومالي أبواب الأمل في الصومال،ولم يترك للسلام أي فرصة للتعلق بإمكانية التوصل الي حل سياسي يوفر للصوماليين فرص السلام،غير أن التعاطف ينبغي الا يثنينا عن الحديث عن الأخطاء التي كبدتهم خسائر فادحة وأضرت بقضيتهم وسمعتهم ضررا بالغا.ان بسالة  الشعب الصومالي تبعث علي الإعتزاز والفخار لا ريب،لكنني أحد الذين توقعو منذ وقت مبكر أن شجاعة الجنرال عيديد وشعبه لم توظف بإستراتيجية لتأخذ مسارها الصحيح.والكاتب الإرتري الكبير الدكتور حسن أحمد دحلي عدد لنا أخطاء الجنرال قائلا: * أول أخطاء عيديد حين تمرد علي نظام سياد بري وتحالف مع نظام الرئيس الإثيوبي السابق منغستوا هيلي ميريام،حيث برر موقف بمقولة ”عدو عدوي صديقي”

* الخطأ الثاني إقتراف الجنرال بدخوله مقديشو في 26 كانون الثاني يناير 1991 قائدا قوات المؤتمر الصومالي الموحد وضاربا عرض الحائط بالإتفاق الذي أبرمه في 24 تشرين الثاني نوفمبر 1990 في مدينة تورينو الإيطالية مع كل من رئيس ”الحركة الوطنية الصومالية” الإسحاقية عبدالرحمن أحمد علي تور،والكولنيل أحمد عمر جيش رئيس ”جبهة الوطنيين الصوماليين الأوغادينية.وآخر أخطاء عيديد عندما نصبت عناصره في مقديشوا مكمنا لوحدات باكستانية عاملة ضمن  قوات ” يونيصوم،2 وقتل 23 حنديا منهم من دون الإكتراث بخطورة العملية والعواقب التي يمكن أن تترتب عليها في ظل الظروف الدولية) الأنتلجنسيا العسكرية عند الجنرال الراحل لم تجلب الي الصومال غير المزيد من الحروب والخسائر في الصومال الكبير.وهكذا أصبح الوصول الي الحل مستحيل في زمن قيادات أنانية تنفرد في إتخاذ قراراتها السياسية.ومثل هذه الأخطاء الكبيرة هي ما دفعت الصومال الي حروب أهلية تشتعل من حين لآخر.. نعم الصوماليون أخطأوا،لكن الإدارة الأمريكية التي سدت أمامها أبواب الأمل كان خطأها أكبر.

إبراهيم علي

*المصدر-جريد الشرق الأوسط الدولية

الصادرة في 17 حزيران ( يونيو ) 1993

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.