أنا من وفر لك الحياة الكريمة علي الأرض.

أوجدنا الله في حياة الدنيا لعبادته لا لعبادة العباد،أوجدنا الله في الدنيا لتعظيمه لا لتعظيم الطغاة الظالمين.يريد الله أن يتمتع الناس بالحياة علي الأرض دون قهر أو إستبداد.لكن الله سبحانه وتعالي خلق بيننا مخلوقات غريبة وعجيبة تسعي الي ظلم الناس وقهرهم وتجويعهم وترهيبهم.ولن ينتهي الإستبداد والقهر إن لم نستبدل قادتنا بقادة تخاف ربه وتحترم عباده علي الأرض.وعندما نستبدل الشر بالخير سيعم السلام علي القرن الإفريقي التي تعبث في دوله ذئاب وضباع،ولن ينتهي الم البشرية ما لم نطهر أنفسنا من النفاق والكذب وحب الأشرار.ومتي يحدث ذلك؟سيحدث ذلك عندما ندير ظهرنا للطغاة الذين يلعبون في الأرض دور الشيطان لا يشعلون الا الحرائق والفتن ولا يقدمون الا الي الشر.وهذا النوع من القادة يقول لك :أنا من وفر لك الحياة الكريمة علي الأرض،وبالتالي عليك أن تنضم الي حزبي وتتفرغ لعبادتي وخدمتي الي أن ينتهي أجلك وينتهي اثر من تنتمي اليهم.والحزب الحاكم في جمهورية جيبوتي يري نفسه صاحب الحق في الأرض،يتصرف كما يحلو له طوال أربعين عاما،والأغلبية من الناس ملت عن عبادته وتقديسه،لأنه أصبح مثل جيفة تحوم حوله الذباب وحشرات الأرض المؤذية.ويقول البعض أن الله إبتلانا بهذا النظام لكي يمتحننا في الحياة.إذا كان هذا الكلام صحيح،فنحن سقطنا في الإمتحان الف مرة،ولحق بنا غضب السماء.لماذا؟لأننا لم نقاوم الظلم،بل البعض منا يعمل له دعاية لإخداع الناس وإستدراجهم الي الحزب.والبعض الآخر يختارون الإساءة الي الآخرين ليرضي عنهم الظالم.لذلك كثر البغض بين الناس وكثر الشقاء والفقر والحرمان.ودائما نتحدث عن الرئيس إسماعيل عمر غيلي وكأنه هو من جلب الشقاء علي الأرض.كيف آتي الرجل الي الحكم؟ومن سلمه إدارة شؤون الوطن؟وهل جاء الرجل بإنقلاب عسكري،أم أنه جاء بترتيب قبلي وعشائري وراءه مخططين؟يا تري من هو الذي سلم مقاليد السلطة الي سيادة الرئيس؟ولماذا نلوم هذا ونبرئ ذاك؟تنفس الفرنسيون الصعداء عندما إنتهت محاكمة موريس بابون بعد بلوغه من العمر 87 سنة بسبب مشاركته في جرائم بحق الإنسانية.أي مشاركته في إضطهاد اليهود الفرنسيين إبان الحرب العالمية الثانية وإرسال نحو 1200 منهم الي معسكرات الإعتقال الألمانية حيث قضي معظمهم نحبه.ومحاكمة موريس بابون هي في الحقيقة محاكمة لنظام فيشي بل ولفرنسا كلها في مرحلة من مراحل تاريخها.وكانت محاكمته سجلت عددا من الأرقام القياسية في سجلات القضاء الفرنسي،فقد دامت مدة ستة أشهر وكانت بذلك أطول محاكمة في تاريخ فرنسا وكلفت مبلغ 17 مليون فرنك،كما رافع فيها أكثر من ثلاثين محاميا 28 منهم يمثلون الحق العام حضروا بأنفسهم 94 جلسة عامة إنعقدت داخل المحكمة بحضور المتهم.بينما أصحاب السوابق عندنا يستقبلون بكل حفاوة ومدح ورقص،والمصيبة الكبري هي الراقصون عندنا هم من أهالي الضحايا.يقول William Shakespeare :الرحمة التي تغتفر للمجرمين جرائمهم ليست الا رحمة قتالة.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.