الإفتتاحية:هل تجازف جيبوتي في سياستها الخارجية؟

ليست فرنسا وحدها المنزعجة عن السياسة الجيبوتية التي تفتقد الي الديبلوماسية الحكيمة في إدارة سياستها الخارجية.وفي الأمس القريب تسربت معلومات خطيرة عن وزارة الخارجية الجيبوتية تثبت صحة كلامنا هنا.والصين كما يعلم الجميع سيطرت علي مناطق النفوذ الفرنسي في جيبوتي الي أن أصيبت فرنسا بصدمة من تصرفات سياسة جيبوتي التي لم تعمل أية حساب لدور فرنسا في جيبوتي.وهناك إنزاعاج أمريكي وإثيوبي وعربي يعبر عن عدم رضاءه عن السياسة الجيبوتية،بدرجة متفاوتة تختلف عن الأسلوب الديبلوماسي الهجومي الذي إعتمده وزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف.فإضعاف الدور الفرنسي في جيبوتي يعني دعم الزعامة الصينية في جمهورية جيبوتي،وهو ما لم يقبل به الإتحاد الأوروبي في المستقبل.الا يمكن أن يؤدي هذا الخلاف الي مواجهة مع الغرب وأمريكا المنزعجة من التواجد الصيني في القرن الإفريقي؟وهل الصين من جانبها تهدف الي تعزيز موقعها في القرن الإفريقي علي حساب دول الغرب وأمريكا؟وسوف يكون من السذاجة تقديم المصالح الصينية علي المصالح الفرنسية والأمريكية والإثيوبية في جيبوتي.كما هو من السذاجة وضع الموقفين الفرنسي والأمريكي في سلة واحدة.وثمة وراء هذا الموقف الجيبوتي دور صيني أو رؤية صينية تري نفسها كقوة رائدة علي الصعيد الإفريقي،وثمة سياسة صينية تنطلق من صينصة القرن الإفريقي الذي يعتبر نقيضا للمنظومة القيمية الفرنسية.هل ستجد الصين منفذا لسياستها لتنفرد لوحدها في القرن الإفريقي الذي يعتبر بؤرة الصراعات والنزاعات في العالم؟وهل تجازف جيبوتي في سياستها الخارجية؟والجهود الصينية في المنطقة سيظل يصطدم بمعارضة فرنسية وأمريكية،والمصالح الأروبية مرتبطة دائما بالولايات المتحدة رغم إنتهاء الحرب الباردة في العالم.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.