علم جيبوتي

إلا الوطن

بقلم /  Fantastic Kamil

يرن جوالي قبل الإفطار بنص ساعة، أسرعت نحو الجوال لأرد على المتصل وإذا بي أجد نفسي مترددة وكأنها لا ترغب، تحاملت عليها ورديت. 

السلام عليكم

وعليكم السلام

كيفك يا فلان؟

الحمد لله بفضله تتم الصالحات 

أنا: و أنت كيفك؟

هو: أعرف جيدا أن الكيمياء بيننا ليست على ما يرام، وأعلم أنه لا يستهويك المشوار معي، ولكن أتمنى تقبل عزيمتي الليلة على العشاء

أنا: خيرا، إن شاء الله

هو: الشوق حتى وإن كنت لا تجد فيني صديقا، لا يوجد سوى الخير كل ما في الأمر أني  أردت أن نتذكر بعضنا بخير، ونصفي خلافاتنا قبل ما تغادر القاهرة نهائيا.

أنا: شكرا على كرمك وحسن النية أولا، وثانيا لا أذكر أن حدث بيني وبينك تلامس وتلاسن، ولا أجد في نفسي ضغينة تجاهكم، ولكنك قضيت على كل ما كان يوم قررتَ انهاء ما كان بيننا من حب وصداقة، ولم تتح للصداقة فرصة أن تحمي وجودها بيننا وتتحمل (الصداقة) هفواتنا وأخطاءنا كبشر. مادامت الصداقة لم تجد فرصتها فلا حاجة لصديق.

 يؤسفني  أن أعتذر.

واستأذنت مغلقا التلفون.

وقررت بعد الاتصال أن أكتب له ولكل من يتحاوز على حرمة الوطن بحجج الأنظمة السلطوية ولأي سبب كان، وعبر هذه الجريدة أعلنإلا الوطن

  حتى نتذكر بعضنا بخير

كان عليك أن تدرك أو تتدارك ذلك قبل أن تبيح لنفسك هتك حرمة قلبي، أو تتعرض لوطني بسوء، كان عليك أن تعلم أن الوطن كرامة وكرامة الإنسان لا تستباح. ألم تعلم يومها أن هناك فرق بين النظام وبين الوطن.

الوطن عرض وهتك العرض مسألة حياة وموت

الوطن أمّ واحتواء

الأم حضن وحنان

بفقد الأم نفقد أحد أسباب رحمة الرحمن

 وفقد الوطن أصعب من فقد من تحت قدميها الجنان.

وطني وجودي وجبلنا كبشر أن ندود عن كياننا بالأرواح

كلماتك في أذني كالصاعقة، وكأني سجلتها في المخ والمخيخ وحبل الشوكي يرتجف لما تحمله من حقد وبغض للوطن، أحب هذا الوطن بعيوبه الكاملة وفضائله القليلة.

لأني لم أحبه لغرض حتى أكرهه

ولأني أحببته طفلا بريئا وأحبه شابا

لم أقع في عشقه لمال وجاه.

عندما نحب لسبب نفقد الحبيب لنفس السبب، سواء لذهاب السبب أو عثور نفس السبب على شخص أو مكان آخر وبنكهة جديدة. عندما تجد أو يجد أحدنا جوابلماذا أحبته/أحبهامن السهل ايجاد مبرر للكره.

عندما نجهل لم نحب.. يكون الحب نقيا بريئا

فحبي لهذا الوطن لا يرتبط بنوع النظام وفصيله، ولا بعدله وظلمه

ترابه أو شيء وضعته بعد لبن أمي في فمي وحصواته أول كنز وضعته في جيبي الصغير، ومن طينه الأحمر بنيت أول قصري وأنا طفل، كل ذلك لم يكلفني فرنكا.

الوطن تراب وحصوة وطفولة وليس نظام ورئيس وأموال.. أحبه وطنا وسأحبه وطنا، عظامي ولحمي منه وإليه.

لا العشاء كانت ستمحو عن ذاكرتي كلماتك ولا يمكن أن يمر شريط ذكرياتي معكم و إلا تذكرت حبكم الكبير لوطني.

 وأخيرا، وما يخص ما كان بيننا فإليك رأيي

كسب الصداقة أهم من كسب الصديق، وأن أحترم كينونتي وذاتي بكل عيوبي أهم من فقدها لإرضاء الآخر، التخلي عن الصديق لا يعني الانسلاخ أو التجرد عن متطلبات وواجبات الصداقة، من حق الصداقة أن أحافظ على كل جميل جمع بيننا ذات يوم ولا أكفر.. سأحتفظ بالجميل حتى لا أكرهك.

التخلي عن الصديق لا يترتب عليها بالضرورة هجر الصداقة، وبينهما فرق كبير.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.