يسحقون لأنهم عفر

ليس المطر وحده هو الذي غير وجه المدينة وجلب التعاسة لإنسانها،بل النظام الحاكم يتحمل جزاء كبيرا من المسؤولية التي جعلت من العاصمة مستنقع تعيش فيه الفيروسات.تغير وجه الأرض وملامح الإنسان،وكأن المدينة تعرضت لسونامي كبير يتوقف الإنسان أمامه حائرا متسائلا :كيف حصل هذا في خلال ساعات قليلة من الليل؟ومن سيتحمل تكاليف الخسائر الذي لحق بالإنسان والطبيعة؟وأين هي الحكومة ووزرائها الأجلاء؟وهل من المعقول أن تغرق جيبوتي بهذه السهولة؟ولولا العشوائيات في المباني لما غرقت العاصمة وأحيائها الفقيرة علي هذا النحو الغريب.والبلد غارق في العشوائيات،هناك عشوائيات في القوانيين وهناك عشوائيات في سلوك المواطن الذي يرمي العلب والفضلات والقمامة في الشوارع والمتنزهات العامة.يجب ان يكون هناك قانون لمعاقبة الناس الخارجة علي القوانين.وعندما يقف الإنسان ويرصد ما حدث في العاصمة وأحيائها من تدمير وتلف،لا بد أن يتساءل : ويقول ما هي أسباب ذلك كله؟ولماذا حدث كل هذا بعد أربعين عاما؟نعم تستقل الحكومة شعبها لأنهم فقراء،ويسحقون لأنهم عفر.اللقطة الأولي والتي أنا بصددها الآن،هي الصور الواردة الينا من العاصمة جيبوتي،صور المواطنيين الغارقين في الفيضانات،هزتني تلك الصور،جعلتني قلقا لا أستطيع أن أغمض أجفاني طوال هذا اليومين،انتقل من صورة الي صورة،وكل واحدة منها أسوأ من الثانية.وأشباح هذه الصور المؤثرة تطاردنا هنا في إسكندنافيا.وليس هناك في تصوري اكثر مرارة من أن تتحول العاصمة بكاملها الي مستنقع تعبث فيه الفيروسات،وأصبح المسؤولين يتجاهلون هذا الوضع المزري بوقاحة.دعونا نسأل : لماذا يتجاهل الساسة مآساة المواطن الغارق في مياه الأمطار؟إننا بحاجة الي كوكبة واعية لأهمية بناء سدود وأنفاق ومجاري تجنب المدينة من مثل هذه الفيضانات.ولا بد من ترسيخ الوعي،ولا بد من تثقيف المواطن ليضع القمامة في أماكنها المخصصة لها.نحن بحاجة الي بناء مجتمع يعي أهمية النظافة.ورمي القمامة علي الشوراع ليس أقل خطورة من الفيضانات التي إجتاحت مدينة جيبوتي.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.