من الذي ورط الكولونيل عبد القادر جونا العفري في الشأن الإثيوبي؟

يتساءل الروائي الروسي الكبير دوستويفسكس في ( الأبلة ) The Idiot- هل ان الطبقة العليا من المجتمع الروسي تافهة لا تساوي شيئا ولا تصلح لشئ وأن زمانها قد مضي،وأن حيويتها قد نضبت،وأنها أصبحت عاجزة عن أي شيئ الا أن تموت،وأنها رغم ذلك ما زالت مصرة إصرارا عنيدا بدافع الغيرة الحقيرة أن تحارب رجال.. رجال المستقبل،وأن تسد أمامهم الطريق،دون أن تدرك أنها هي نفسها تحتضر وتلفظ أنفاسها الأخيرة؟”

أبدع الرئيس الجيبوتي في ميدان الجاسوسية،وأظهر تألقا أثناء حربه مع الجبهة فرويد في عام 1992 و1993 حيث كان قادرا علي فك أقوي شيفرة وإختراق أحصن المعاقل والوصول لأدق الأسرار التي كانت سببا في إنهيار الجبهة فرود.

وهناك معلومات واردة من داخل المخابرات الجيبوتية تقول أن الكولونيل العفري إتهم بتهمة التعاون مع المافيا الإثيوبية،وهذا ما كشف عنه نظام غيلي أثناء زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي الي جيبوتي.ويقول المصدر نفسه أن المخابرات الإثيوبية قدمت البيانات التي تثبت خروج المتهمين بنقل الأموال المهربة من إثيوبيا الي جيبوتي ومنها الي الخارج بجوازات سفر ديبلوماسية جيبوتية.وهكذا ضحي نظام جيبوتي بالكولونيل عبدالقادر نظير نجاة رأس النظام الذي يعتبر اللاعب الأول في القصة..والمخابرات الجيبوتية أنقذت الرئيس غيلي شخصيا مقابل إعتقال الضحية عبدالقادر جونا.لكن ما هي علاقة الكولونيل عبدالقادر بنظام التيجراي ليقدم لهم كل هذه الخدمات؟ولماذا لم يرفض؟وهل جاءته الأوامر من فوق؟وربما لم تكن أمامه أي حيلة ليرفض أوامر السيد ( غ )كما لم تتوفر له أي حماية ليتمرد علي أوامر رئيسه التي تربطه علاقة قوية مع رجال التيجراي.. وهل هذه العملية ستؤدي الي إنهيار العلاقة الإثيوبية الجيبوتي علي كل المستويات؟ومن الذي ورط الكولونيل عبدالقادر بهذه العملية؟ولا يعرف لحد الساعة من الذي أوكل اليه هذا الأمر الخطير؟وهل لإنهيار نظام التيجراي علاقة في دفع أموال إثيوبيا الي جيبوتي ومنها الي  الخارج بمساعدة الرئيس الجيبوتي.وكل هذا يبين لنا عجز النظام السابق في إثيوبيا في محاربة الفساد والكشف عنه بسبب ضعف القوانين والية الكشف عن الجريمة والتحقق منها.ومن خلال هذا الخبر نوصي القارئ أن يتابع تاريخ المخابرات الجيبوتية ليعود الي أبرز أحداث 1979  و 1981 و 1991،ومن خلاله نستطيع أن نتعرف علي إبراز الشخصيات التي كانت سببا في الإغتيالات والإعتقالات والتفجيرات والمجازر..

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.