Mayan mayan,kok sa

يصعب علي الإنسان أن يكون محايدا في الساحة الجيبوتية،فإما أن تأخذك الحمية القبلية وتقف مع النظام الحاكم منذ عام 1977،أو أن تنضم الي صفوف المعارضين لفكرة الحزب الحاكم..ونظام جيبوتي لا يتحمل النقد،ولا يحب السباحة مع المعارضة التي يعتبرها شياطين.هذا هو النظام الجيبوتي الذي عرفناه دائما سواء إتفقنا معه أو إختلفنا عليه.ولم أكن أتصور أن يأتي علي المواطن الجيبوتي زمن يقفأ فيه عينه بيده،ولم أكن أتصور أن يأتي علي المواطن الجيبوتي زمن يحمد فيه الحاكم قبل أن يحمد رب العالمين.. حيرني المواطن الجيبوتي بسلوكه المزدوج،وبين الإزدواجية غابت الحقائق وتهاوت القيم الإنسانية والتاريخية والإجتماعية والدينية التي كان ينبغي أن نحافظ عليها من التلف والضياع.فلا هو قادر علي تكذيب الحاكم،ولا هو قادر علي تصحيح الأخطاء والمواقف.

وهذه الإزدواجية جردتنا من إنسانيتنا ووطنيتنا وعاداتنا وتقاليدنا كما جردتنا من الإيمان بالله الذي خلقنا وهيأ أرزاقنا وحدد عمرنا.ما يقودني الي هذا الإستنتاج هو سلوك المواطن الجيبوتي الذي يعيش بين الكفر والإيمان.والكفر هو أن تقول للإنسان ”أنت الكل” الأحد الصمد،والإيمان هو أن تقتنع بأن هناك رب قادر علي كل شيئ،إن الله واحد أحد،متعال متسام رزاق كريم رحيم.ونقيض الإيمان هو الكفر والفسوق والنفاق والكذب.إذن مالذي تغير في جيبوتي؟لم يتغير شيئ،كل ما هو كان، قائم،والملام أكثر هو ( الإنسان المعارض ) لأنه لم يحاول أن يغير نمط حياته في الحياة،لا سياسيا ولا عقائديا ولا إجتماعيا ولا ثقافيا ولا أدبيا ولا تعليميا.وترآنا نعتز بكل ما هو سيئ وقبيح،أصبح النفاق شطارة والكذب عادة والسرقة بطولة.ولا يغير الله بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم.والفئة المثقفة والمتعلمة لا تملك الشجاعة لتطالب بالتغيير الذي هو من سنن الحياة،ذلك خوفا من الحاكم الذي يحمد في المنابر الديينة والغنائية والحزبية والعشائرية.

Mayan mayan kok sa,حتي الذين يعتبرون أنفسهم معارضة يرددون هذا المقطع السخيف.يا تري من أي سماء يأتينا التغيير؟فمنذ أن عرفت هذا النظام هو يقودنا ولا نقوده،هو يأمرنا،ولا نأمره،هو صاحب الفضل علينا،وكأنه هو الذي خلقنا لعبادته.” Mayan Mayan,Kok Sa “

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.