اليمن ..غموض يغلف مقتل الصماد،. وتحركات معركة الساحل الغربي.، مع تواجد (مارتن) في الرياض.. والمالكي يتوعد الحوثيون..محسن يعلن البراء من الإخوان المسلمين ..

اليمن بين جمعتين

 

الكاتب والاعلامي : عبدالرزاق الباشا

نلتقيكم إعزائنا القراء مجدداً في جريدة السلام المتخصصة في شؤن القرن الأفريقي واليمن ،. لنتابع ونرصد ونكتب لكم قراءةً تحليلة حسب الأحداث والمتغيرات السياسية والعسكرية على الساحة اليمنية ،في (اليمن بين جمعتين )

مازال مسلسل الدمار والخراب،.ونزيف الدم اليمني مستمراً بإستمرار الحرب في وعلى اليمن .. حيث شهد هذا الأسبوع المنصرم عدة مشاهدة. من تحركات ميدانية لشد الخناق على صعدة في أكثر من جبهة ومحور.. من خلال القصف المدفعي والصاروخي وضرب للطيران على مدار الساعة. وإستهداف أماكن عشوائية ،.كخيمة الأعراس مؤخراً في محافظة حجة،. التي راح ضحيتها أكثر من 33 قتيلاً والعديد من الجرحى،..وكذا معركة الساحل الغربي التي يقودها(طارق عفاش) بدعم من التحالف العربي.،وكل ذلك..أثارالرعب لدى أنصار الله (الحوثيون) والذي تعد الحديدة تحت سلطتهم،. ومنفذها البحري الوحيد للعالم..، وجائت نتاج لدعوة الحوثيين ،.وحشد مناصريهم من الآماكن التي تحت سيطرتهم من صنعاء إلى عمران، وذمار، وصعدة،وحجة، والمحويت ..لحشد النكف القبلي وحضور (مسيرة البنادق ) التي دعوا لها يوم الأربعاء المنصرم 2018/4/25،. واجهها مؤتمر صحفي،.عقده الناطق الرسمي بإسم قوات التحالف (تركي المالكي) وهدد أمام الرأي العام- المحلي والإقليمي والدولي..أن أي تصعيد خطير،. من مليشيات الحوثي يعجل بنهايتها..
تلك الحملة ( مسيرة البنادق ) في الساحل الغربي أزعجت التحالف.. وقد قاد هذة الحملة ومهد لها مسبقاً،.رئيس المجلس السياسي الأعلى( صالح الصماد) الذي كان له حضوراً ملفتاً في الإيام السابقة،.في محافظة الحديدة لحشد الجماهير،. لكن قبل إنطلاقة تلك التظاهرة، تفاجأ الجميع بإعلان انصار الله مقتل (صالح الصماد) يوم الخميس الموافق 19أبريل 2018م ،.وتعيين مدير مكتب عبدالملك الحوثي – (مهدي المشاط ) خلفاً للصماد- رئيساً للمجلس السياسي الأعلى ،.وكان ذلك مخالفاً للإتفاق المبرم بين إنصار الله وحليفهم من تبقى للمؤتمر الشعبي العام – في صنعاء،. وتأديته اليمين الدستورية أمام مجلس النواب لتزكيته أمام الرأي العام ،..حيث علق على ذلك الكثير من المحللين السياسيين أن هذا الإعلان غير موفق،.نتيجة تضارب الآراء في موعد الجريمة وظهور الصماد في أوقات سابقة يوم الاحد الموافق 2018/4/22 في التصنيع العسكري حسب أعلام الحوثيين،.

**تزامنت هذة الأحداث مع وجود المبعوث الأممي الثالث-إلى اليمن السيد (مارتن غريفيث) ليلتقي بالرئيس (هادي) في مقر إقامته المؤقتة بالرياض صباح يوم الاربعاء 2018/4/25 الذي من جانبه اشاد بالجهود الجديدة و الحميدة والهادفة إلى إحلال السلام وتحقيق الأمن والاستقرار الذي يتوق ويتطلع إليه اليمنيين .
ومن جانبه أشاد المبعوث الأممي بهذا اللقاء- الذي يأتي في إطار النقاشات والدعم لتعزيز فرص السلام “وفق مرجعياته الثلاث “المعترف بها.. لافتا إلى رؤيته نحو السلام بشقيها السياسي والميداني والتي أشار آلى ملامحها من خلال إحاطته الأولى أمام مجلس الأمن الدولي كإطار عام،. وبالاعتماد أساسا ً على المرجعيات الثلاث الداعمة لليمن وقيادتها الشرعيه..،
وحسب ما نشرته صحيفة (الشرق الاوسط) أن مصادر رفيعة كشفت لها (3 ملامح) من أبرز ما تحمله ،خطة المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفيث، إنها تتمثل في «سحب السلاح، ومرحلة انتقالية تشمل مشاركة الحوثيين في الحكومة، وتنتهي بإنتخابات.
كما أكدت المصادر ذاتها أن المبعوث الأممي أجَّل زيارة كانت مجدولة إلى صنعاء،. بسبب مقتل صالح الصماد، وسيذهب عوضاً عن ذلك إلى سلطنة عمان، ومن المرجح أن يلتقي هناك المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام،.

وعلى نفس السياق،. رد وزير خارجية الشرعية عبد الملك المخلافي،.بالقول إنه «يجب سحب السلاح والانسحاب من المدن (في سبيل تحقيق الحل اليمني)، ولا مانع من وجود حكومة شراكة، ولكن بعد تسليم السلاح، وغير ذلك، لن يكون إلا شرعنة للإنقلاب،. لن نقبلها، ولا أعتقد المجتمع الدولي سيطرح مثل هذا الطرح، لأنه يخالف الشرعية الدولية ويخالف قراراته، ولذلك، لا أعتقد أن المبعوث ولا المجتمع الدولي سوف يذهب إلى مخالفة الأسس التي قامت عليها قرارات الشرعية الدولية».حسب تصريحه لصحيفة الشرق الاوسط،.

** وقبل الإنتقال إلى المناطق الجنوبية،. مروراً بمحافظة تعز الجريحة والتي تشهد حرباً داميةً،. بين القوات الشرعية التي تسيطر عليها جماعة الاخوان وبين العقيدابو العباس السلفي في لواء 35 المعين بقرار جمهوري ،.قائد الحبهة الشرقية في تعز،..
وإلى عدن،.حيث تشهد هذة الأيام إستقرارا ودعماًإماراتي على كافة المستويات الخدمية،. حيث دشن الهلال الأحمر الاماراتي قبل أمس الأول
حملة نظافة واسعة ،. في كل أرجاء محافظة عدن‬..‏
ومن عدن إلى محافظة حضرموت حيث دشن رئيس الوزراء (أحمد عبيد بن دغر) العمل في مبنى قيادة المنطقة العسكرية الثانية بعد إعادة تأهيله
جراء الدمار الذي لحق به من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي في العام 2015.،.وأثناء التدشين ،.تفاجئ الجميع بالترحيب الحار لرئيس الورزاء،.من قبل الأهالي والسلطة المحلية والتنفيذية بالمحافظة،.وكان هذا الترحيب ملفتاً للأنظار،.من خلال إفتراش الارض- السجاد الأحمر- والإستقبال الرسمي،. وهذة كانت بمثابة رسالة واضحة للقبول بالشرعية والرضا التام لرئيس الوزراء (بن دغر) حيث وقد شهدت الأيام السابقة الكثير من المناكفات السياسية في المناطق الجنوبية،..
*********
بعد تلك الأحداث الغامضة،. والمتغيرات في إسبوع مضى ومر على اليمنيين بأبشع المشاهد غير الأنسانية ،.يقف المرء محتاراً،. ليضع العديد
من المعطيات والبراهين ،أمام رؤى واستنتاجات كثيرة لبعض المحللين السياسيين الذي يرقبون الحدث اليمني عن كثب،..

**فهناك من يرى أن مقتل (الصماد)مازال يغلفه الكثير من الغموض حتى هذة اللحظة،..
**وقد فسر ذلك أكثر- د. أنور عشقي – على حسابه الرسمي في تويتر أن (صالح الصماد) لم يقتل في الغارة بل قتله الحوثيون .
فالغارة حدثت يوم الخميس والصماد ظهر في الفيديو على قناة المسيرة وروسيا اليوم وهو يقوم بزيارة لمصنع السلاح في الحديدة يوم السبت
فكيف يقتل الخميس ويزور المصنع بعد يومين .. لقد قتله الحوثي واراد ان يحمل التحالف دمه كي لاينشق الرزاميون عليه . حسب تغريدته..

**وهناك من يرى أن منح (مهدي المشاط ) الثقة من مجلس النواب غير شرعي.. وقد وقف على ذلك الرأي عضو مجلس النواب البرلماني (أحمد حاشد) بتحديه هيئة رئاسة مجلس النواب أن تنشر أسماء من حضروا الجلسة أو أي جلسة من الجلسات السابقة..وقد وصف حاشد- أن ما يحدث هو إغتصاب لشرعية المجلس من قبل سلطة الأمر الواقع في صنعاء..

** والبعض يرى (مسيرة البنادق) التي دعى إليها انصار الله في الحديدة – أنها أرعبت التحالف العربي وجعلته يعقد مؤتمراً صحفياً هدد وتوعد الحوثي بالرد القاسي،.
وجعلت نائب رئيس الجمهور( علي محسن )يتحرك فوراً إلى مأرب،.ليعقد إجتماعات طارئة لقيادات المحافظات والمناطق العسكرية ودعم جبهة الساحل الغربي وكل الجبهات..
* في المقابل يرى البعض الآخر من وجهة نظره وهو يتابع (مسيرة البنادق) لم تكن إلا مسيرة هزيلة تم حشدها من أبناءصنعاء وعمران والمحويت وحجة مع غياب القيادات الحوثية فيها.، وأن أبناء الحديدة أثبتوا ولائهم للوطن،. وتعطشهم لاستقبال الجيش و المقاومة الوطنية التي يقودها (طارق عفاش)،.
وأن تواجد (محسن ) في مأرب وتصريحه الآخير في مقابلة صحفية مع صحيفة اليوم السابع المصرية بأنه ،.سيدعم كل بندقية توجه ضد مليشيات الحوثي .. وأن الرئيس السابق ‎(على عبدالله صالح) رحمه الله هو أحد شهداء الوطن الذين سقطوا نتيجة خيانة وتآمر الحوثيين وعملاء ‎إيران،.. داعياً في هذا المقام كل أعضاء المؤتمر الشعبي العام- إلى تقويض سلطة الحوثي، كل في موقعه، متوجهاً بالشكر للقيادات النشطة الحريصة والداعية إلى توحيد المؤتمر وتوحيد صفوفه،( ونحن في قيادة المؤتمر) نسعى إلى ذلك.حسب زعمه،.
كانت تلك من (محسن )بمثابة رسالة قوية وداعمة (لطارق عفاش) الذي يقود حالياً معركة الساحل المدعومة من التحالف والمقاومة التهامية والجنوبية مع توجه جديد للتحالف بقيادة الإمارات العربية المتحدة- نحو تلك المعركة،
وكذا رسالة براء( محسن) من حزب الاصلاح ( الاخوان المسلمين) الذين مازالوا في حملتهم الإعلامية ،.وإشعال فتيل الحرب في تعز، نكاية بدولة الامارات العربية ،.لأغراض سياسية تخدم الجانب القطري ومناهضتهم قيادات الساحل الغربي .،.

** بينما هناك فريق آخر،.يرى أن إطالة الازمة من قبل المبعوث الاممي (مارتن) إلى شهرين هو عكس ما يطمح له من ضمانات الإستقرار وسلامة الملاحة الدولية،.. بتكليف التحالف إنهاء الأزمة بحسب ما تضمنه قرار مجلس الأمن 2216، وثانيا:تنفيذ الإرادة الوطنية عبر مجلس إنتقالي يضمن تنفيذ المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني على أسس وطنية»..
وهنا يتقارب هذا الرأي مع آراء بعض المحللين السياسين والدبلماسيين
الذي يذهب -إلى أن السلام صعب على الحوثيين من الحرب، معتبرين العمل العسكري في أصله طريقاً إلى الحل السياسي.. ويرى الدبلماسي عبدالوهاب طواف: «أن هناك أمران لا ثالث لهما في اليمن؛ إما هزيمة الحوثيين، أو أن يتحول الحوثيون إلى نموذج مقلق وإرهابي، كـ(حزب الله) في لبنان». حسب تصريحه للشرق الاوسط،..
****
وختاماً : نقول يبقى أمام اليمنيين واقع يفرض عليهم خيارات،.كلها سيئة.. وليس أمامهم إلا أن يبحثوا عن الخيار الأقل سوءً وخسارة،.. ويهدف إلى ما كان قبل ثورات (الربيع العبري )حتى يتنفسوا الصعداء كما كانوا سابقاً،..
هذا الواقع غير المثالي – لا يمكن تجاوزه بمجرد الأمنيات والرغبات.،.بل يحتاج إلى التعقل والتكاتف والوحدة ،وترك الضغائن ،ورمي الأحقاد وراء ظهورهم، ورف الصفوف،. والإنطلاق نحو اليمن الجديد،.الذي شهد أكبر تعاسة منذ عام2011م ،والأنفاق المظلمة والانشقاقات الاخوية والدماء المستباحة والخراب،.باسم إسقاط النظام الذي نعيشه حالياً والتي نادت له بعض الفئات المأجورة والمرتهنة للخارج،. وراهنت على غسل عقول بعض الشباب المخدوعيين حتى هذة اللحظة للأسف الشديد ….
حتى نلتقي إن شاء الله في قراءة جديدة الاسبوع القادم في ( اليمن بين جمعتين )
حفظ الله اليمن من كل مكروه ،،.

والله من وراء القصد
عبدالرزاق الباشا
اليمن – صنعاء

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.