ٓآرايتُمْ كيف اصبحت مصوع وحرقّيقو

كانت مدينة مصوع عاصمة ارتريا حتي عام 1958 م، فكانت هذه المدينة الجميلة مركز الإشعاع الثقافي والحضاري والتجاري والديني، فكان مينائها كالقلب النابض لنشاط الحركة التجارية فيه، اشتهرت المدينة بأسواقها المزدحمةً الضيقة  وكما تميزت المدينة بالتعدد العرقي لسكانها  والتي آذابتها فيما بعد الثقافة الاسلامية  بفعلها انصهرت الأعراق وتصاهر سكانها ليرسموا صورة جميلة للحضارة الارترية المسلمة ، فكانت المساجد الجميلة تزين كل شارع  وما زالت مآذينها ألعالية تحكي لك عن تلك الأيام الجميلة لحضارة سكان المنخفضات ،فكانت اللغة العربية هي السائدة والحركة العلمية كانت جيدة، ويحكي كبار السن والذين عايشوا تلك الفترة الرائعة من التاريخ الارتري   ان الصحف العالمية والعربية كانت علي رفوف مكتبات مصوع وفي أسواقها المزدحمة بكل المنتجات المرغوب فيها ،لقد اكتسبت مدينة مصوع حضارتها وتقدمها  من عدة حضارات توالت  بداً من البرتغاليين الذين احتلوها سنة 1520م، ولكن العثمانيون لم يمهلوهم كثيرا  فتمكنوا من تحريرها من قبضتهم سنة 1557م  ثم توالت الحضارات المختلفة من مصرية وإيطالية ، بفعل تعاقب هذه الحضارات علي مصوع وما حولها من مدن مثل حرقيقوا  بفعل تعاقب هذه الحضارات المختلفة  ،اصبحت منطقة المنخضات  متقدمة مزدهرة وكان سكانها هم السادة يعرفون بكرم الاسلام  والطيبة ،فكانت هذه المنطقة تمثل نموذج للمجتمع الاسلامي المتماسك بالرغم من تعدد الأعراق المكونة له، فلم تكن هناك كنيسة واحدة في هذه المنطقة   ولم يكن هناك بار او خمارة او ما شابه ذلك  وهذا موضوع متفق عليه بين المؤرخون كافة.  موضوع بناء الكنايس كان امرا مرفضا من قبل المسلمين رغم طلب سكان المرتفعات الذين وصلوا الي المنطقة طلبا للرزق وبحثا عن فرص عمل في ميناء مصوع, ومع سيطرة الايطاليين علي كل مفاصل الحكم في ارتريا , اقنع الطليان ببناء كنيسة خشبية موقتة لسكان ليتعبدوا, وهكذا بناء الطليان اول كنيسة في المنظقة سنة 1920م. وللتوضيح اكثر فسكان المرتفعات  غالبيتهم مسيحيون ويسكنون الهضاب والجبال البعيدة عن البحر والساحل, وسكان المنخضفات غالبيتهم مسلمون فيسكنون بجوار الساحل والاراضي المنخفضة نسبيا, المهم ماعلينا الانسان هو الانسان ولكننا بسدد سرد التاريخ كما سطر, استمر الحال هكذا حتي بعد الحرب العالمية الثانية وخسارة الطليان للحرب وتسليم ارتريا لهيلي سيلاسي الذي فعل كل شي للقضاء علي حضارة سكان المنخفضات, فهو الذي بناء اول كنيسة من الحجارة سنة 1958م ,فتدفق سكان المرتفعات علي اراضي المنخفضات بفعل سيطرة هيلاسي الخبيث علي مقالد الحكم, فتغيرت الامور تدريجيا رغم احتفاظ المنطقة بطابعها الحضاري والثقافي والديني, ثم تدهورت الامور بعد القضاء علي هيلا سيلاسي ومجي نظام منغستوا الشوعي وبعدها دخلت المنطقة في حرب شرسة مع نظام منغستو  وبعد تحرير ارتريا من النظام الاثيوبي استبشر الكثير خيرا  بقيام دولة ارتريا 1991,ولكن الذي لم يكن في الحسبان فقد سيطر سكان المرتفعات بقيادة اسياس افورقي  وهدموا تاريخ مصوع وحرقيقو بيتا بيتا حجرا حجرا , فبنوا في مكان كل مسجد بار وبيوت الدعارة ثم طردوا اهلها ونشروا الجوع والفقر والظلم ونشروا الفواحش بكل اصنافها,اصبحت النساء يعملن في بيوت الدعارة واخذ الرجال الي الجيش والخدمة العسكرية التي لا تنتهي, هكذا الحال هو الان في حرقيقو ومصوع وكرن وعصب وكل عموم ارتريا , لقد تغيرت الاوضاع وتم تدمير كل شي له صلة بالاسلام والمسلمين  من مساحد ومحلات ومباني , والانكي من ذلك لا يسمح لسكان ارتريا من المسلمين بالبناء بينما يسمح لشلة اسياس بكل شي , تري كيف سيزول هذا السرطان .

علي ساغنتو

 

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Saganto maqne

شاهد أيضاً

اثيوبيا تتخلف عن سداد ديونها وتدخل نفقا مظلما.

أديس أبابا – عجزت دولة إثيوبيا عن سداد ديونها للبنوك العالمية وقد تخلفت الحكومة الاثيوبية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.