ربيع ساخن في الساحل الغربي … وطارق عفاش يقود أم المعارك ..

البعد الرابع :

يجاهد الحوثيون لتفجير ما خسروه من رقع جغرافية شاسعة على الساحل الغربي ؛ تارة من خلال صواريخهم الباليستية التي انهالت بغزارة غير مسبوقة على مديرية المخاء ، وتارة أخرى من خلال طائرات “الدرونز المفخخة” التي ادخلها الحوثيون كسلاح جديد في مسرح العمليات.

حيث تبنى الحوثيون قصفا صاروخيا مزدوجا بمشاركة طائرات مسيرة على مواقع قوات التحالف في مديرية المخا جنوبي محافظة الحديدة الساحلية على البحر الاحمر.

وبذات الأسلوب حاول الحوثيون تقويض التقدم العسكري للقوات اليمنية والعربية المشتركة في مديرية ميدي شمال محافظة حجة ، وذلك بعد ان أعلنت الشرعية أحكام قبضتها على كامل المديرية الساحلية بما ينذر بكماشة عسكرية وشيكة قد تطبق على المتمردين في الحديدة من اتجاهين مختلفين.

نذر الحرب هذه دفعت الحوثيين الى تكثيف صواريخهم البالستية على الداخل السعودي والساحل الغربي وكذلك استئناف تهديداتهم لممرات الملاحة الدولية.

لكن اللافت ميدانيا تمثل بدخول الطائرات المسيرة كسلاح فاعل في الحرب اليمنية ومن قبل جميع الاطراف.

سخونة في الاجواء ..

في العام الماضي آثار حديث الحوثيين عن تطويرهم “للدرونز اليمني” سخرية وسائل الاعلام ، لكنها اليوم تؤخد على محمل الجد من قبل القيادة العسكرية للتحالف العربي التي اعلنت الاثنين الماضي إسقاطها طائرتين دون طيار قالت إنهما إيرانيتي الصنع فوق مديرية ميدي، بعد نحو اسبوع من اول هجوم للحوثيين بهذا النوع من الطائرات داخل الاراضي السعودية.

وفي ذات السياق تمكنت القوات الإماراتية المسلحة، ضبط طائرة مسيرة من نوع “قاصف/1 الإيرانية” محملة بالمتفجرات كانت تحاول التسلل إلى مواقع قريبة من القوات الموالية للشرعية.

واكتشفت الفرق المختصة – خلال فحص مكونات الطائرة – كمية كبيرة من المواد المتفجرة كانت معدة لاستخدامها ضد الأهداف المنتخبة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

وعلى هامش هذه المتغيرات الجوية اكد التحالف العربي “استمراره في التصدي لهذه القدرات الايرانية التي تشكل تهديدا مباشرا ليس فقط على القوات والشعب اليمني ولكن تهدد حرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر على غرار تهديدها للمنشآت المدنية مثل ما حصل مؤخراً في مطار أبها في المملكة العربية السعودية”.

ومن جانبهم أعلن الحوثيون اسقاط طائرة أمريكية بدون طيار كانت تحلق في سماء الحديدة،يوم امس الأربعاء.

وقال مصدر في جماعة الحوثي إنهم أسقطوا طائرة تجسس أمريكية من نوع “إم كيو9″، بحسب حديثه لوكالة سبوتنيك الروسية.

هدوء على الارض..

تكثيف الصواريخ الحوثية وتنويع ادواتهم جوا لم يقد الى تغير جذري في مسار الصراع ، كما انه لم يغير قواعد الاشتباك التي ثبتت همينة التحالف العربي على الاجواء اليمنية لاكثر من ثلاثة اعوام.

غير ان كشف الحوثيين عن احدى اهم اوراقهم الميدانية وفي هذا التوقيت الحساس يعكس حجم مخافهم المتصاعدة مما يعتمل اليوم في جبهات الساحل الغربي.

و قد لا تنسحب سخونة اجواء الجديدة على جبهاتها البرية حيث يسود هدوء قلق وملغوم .. هدوء شارف على الانجلاء بعد ان اكتملت اعدادات “عاصفة عسكرية” جديدة تتوخى استعادت محافظة الحديدة.

مصادر عسكرية مطلعة اكدت “للبعد الرابع” ان اعدادات “جنوب حديدة” باتت اليوم مكتملة على ناحيتين ، اولا ما يتعلق بقوات طارق صالح التي بلغت اشهدها في المخاء واصبحت جاهزة للدخول في مسار المواجهات، وبحسب مصادرنا “فان طارق نجح في وقت قياسي بتحويل رميم الحرس الجمهوري الى كيان عسكري حي قادر على التقدم والانجاز ، سواء من حيث العدد الذي تجاوز الستة الاف مقاتل ، او من حيث العدة التي تكفلت الامارات توفيها باعلى مستوى”.

ومن الناحية الثانية ، تسير عمليات التنسيق القيادي بين القوات المحلية المشتركة (الجنوبية – السلفية – المؤتمرية) في اتجاه “ايجابي” على حد وصف مصادرنا . وهو مسار عملياتي كرسته تفاهمات سياسية فوقية تتصل بتقاطع الانتقالي و المؤتمر حول هوية العدو المشترك من جهة ، وبرعاية وتمويل ابوظبي لهما من جهة اخرى.

في المحصلة فأن تسارع الاحداث جوا  في الساحل الغربي وان لم يكن مؤسسا لمسار عسكري جديد ، فانه يشي باندفاع متبادل لاطراف عسكرية وسياسية تتربص ببعضها ، وتنتظر ساعة الصفر كي تطلق قواها نحو حسم “ام المعارك” في عروس البحر الاحمر.

البعد الرابع  : مصادر خاصة

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.