أنور ابراهيم

هل يمكن ان تنقسم اثيوبيا لدويلات؟

انور ابراهيم احمد(كاتب اثيوبي )

اديس اببا – ثيوبيا

الاحداث التي شهدتها اثيوبيا  خلال الاعوام الاخيرة جاءت بعدة مطالب رفضا للفيدرالية والمناداة بالحقوق التي تنادي بها بعض القوميات الشئ الذي ينذر بان البلاد تدخل مرحلة خطرة من مراحل الانقسام وخاصة في ظل الحراك الذي تشهدها المعارضة الاثيوبية المتواجدة في الخارج وتحريك الشعوب فيما يسمي بثورة وسائل التواصل الاجتماعي التي بدأت تجتاح البلاد والتي تقوم بنشر العديد من المعلومات التي عندما نراها نجدها لاتستند لاى من الحقائق واحيانا يتم تداول صور من  دول وقضايا اخرييتم  نشرها على انها من اثيوبيا والاعتماد على مصادر لا معرفة  ولا مرجعية لها باثيوبيا وخلفيات الصراع داخل البلاد ولا حتي التاريخ او السياسة الاثيوبية .

 

وقد عملت تلك التحركات على تأجيج الصراع وتحريك الشارع الاثيوبي وخاصة بما يسمي ثورة ومطالب الاورومو والتي لاتستند اصلا على حقائق بل اغلبها تكون اخبار مصادر بدون مراجع ومصادر حقيقة والهدف هو تفعيل وتحريك الشارع الاثيوبي فالبعض كان يسمي نفسه خبيرومختص بالشأن الاثيوبي دون ان يعرف شيئا عن اثيوبيا وحتي بعض الاثيوبين الذين يتواجدون في الخارج يحاولون ان يكونوا مصدرا لعدد من الوسائل وفي الاصل تجدهم بعيدين كل البعد عما يجري في اثيوبيا فقط  انهم يعتمدون على مصادر تعمل على تقديم معلومات غير صحيحة مغلوطة مما يوقع العديد من الوسائل في الخطا اذ تجدهم يخطئون في كل  المعلومات حتي الاسماء تجدها تتناقض من خلال رصدهم لها ومنهم من يعمل على ذكر اسماء لاعلاقة لها بالشأن السياسي في البلاد .

 

تنبأ العديد من المحللين والمهتمين باثيوبيا من على البعد بأن البلاد وصلت لاخر النفق وخاصة الحراك السياسي واصفينا اياها بانه اخر مرحلة من مراحل الحزب الحاكم وان اثيوبيا الان مقدمة على ان تنقسم لدويلات حسب القوميات اخذين في ذلك الحراك الاورومي او تحركات الامهرا في بعض الدول او مايسمي حركات الامهرا والارومو  بانه حراك من أجل الاستقلال او مطالب محددة  !

 

ولكن للذين لايعرفون اثيوبيا الان هي الدولة التي عملت على ان تقوي العديد من الاقاليم وتجعلها تؤمن مائة بالمائة باثيوبيتها في ظل الوضع الحالي وبل هنالك بعض البلدان التي قدمت فكرة ان تكون فيدرالية مع اثيوبيا من خلال مشاهدتها للتنمية والنهضة التي بداتها البلاد  وان الوضع في اثيوبيا وبالرغم من التحديات الا انه يوحي بحراك اقتصادي كبير قد يجعل البلاد من مصافي الدول المتقدمة والتي سجلت دخلا متوسطا وعلمت على تطوير البنية التحتية في فترة وجيزة .

ففي التجربة السابقة التي واجهت الحكومة خلال انتخابات العام 2005 م كانت الاحداث  اقوي من احداث اليوم في ظل تكالب المعارضة وتحريك الشارع الاثيوبي وخاصة الشباب والتي استطاعت البلاد تخطيها وخاصة الحكومة التي خرجت منها بتجربة كبيرة افادتها في خطتها التي سارت عليها وكذلك الانقسامات التي حدثت في الاعوام الاولى لتولي الجبهة الحاكمة البلاد بين افراد الحزب الحاكم بسبب العديد من النقاط الخلافية ومنها الحرب الاريترية الاثيوبية وتوغل القوات الاثيوبي الشئ الذي ادي لحالة من الانقسام بين قيادات الحزب الحاكم حول انه يجب ان تتراجع القوات الاثيوبي من   الاراضي الاريترية بعض قرارات من جهات دولية عدة في حرب الاعوام الاربعة ولكن ايضا هذه التجربة لم تكن كفيلة بان تؤدي لانقسام البلاد .

فالتجرية التي حدثت في اثيوبيا خلال العقدين الماضيين لم تحدث من قبل ولن تحدث وماشهدته البلاد من استقرار وسلام وتنمية ونهضة خير دليل على هذا وبالرغم من  ان هنال من يود تعكير هذه التجربة بمسميات ومطالب مختلفة الا ان الجهود لم تكلل لهم فدخلت اثيوبيا في تجارب وصراعات متعددة خلال الاعوام الست والعشرين الماضية جنبا الى جنب مع التنمية التي لم تتوقف للحظة واحدة فكان ان اثير قضية ان المسلمين لم يجدوا حريتهم وهنالك اضطهاد لهم وهذا الملف الذي انتهي دون ان يعمل على تعكير حركة التنمية وجاءت فكرة مطالب الشباب والتي تم استغلالها بصورة كبيرة ولم تنجح وكذلك مطالب باسم القوميات واثنيات محددة والتي لم تجد لها نصيبا من التصعيد الى وصول احداث اوروميا التي اصبحت مكشوفة في ظل المطالب باسم التعددية والاغلبية والتي خرجت من جماعات اصلا هدفها معروف من قبل ان تنجح هذه الفكرة .

المتابع للاحاث الان في اثيوبيا يجدا ان كل مرحلة تخرج قضية معينة دون ان تنجح في تأجيج الصراع فاثيوبيا اكبر من تنهار   بسب حركة اوثورة تعمل على الانتهاء من الحراك السياسي الذي يحدث في البلاد فمن الافضل  هنا ان تقوم تلك الجماعات من الاستفادة من التسهيلات والانفتاح الذي يجري في البلاد والانضمام الى الوطن والحركة التنموية التي تشهدها الهضبة والا فلن يصل به قطار الصراع الى بر الامان لان الدول التي تسعي الى ان تكون اثيوبيا في ظل الصراع فان دائرة الحرب الاهلية الان  اصبحت موجة اضعف من تعمل على زعزعة اثيوبيا    .

وفكرة ثورة الربيع الافريقي ومايدعو لها البعض من المنظرين فلا مكان لها في اثيوبيا فاثيوبيا ليست تونس اومصر او سوريا هي بلاد جرب شعبها العديد من الحروب والصراعاتوالمجاعات  في فترة الجهل والظلام وكانت ان قدمت تجربة لهم في العديد من المسارات فاين هي تلك الدول من التسامح والتعايش التي يتعايش فيه الاثيوبيين .

فانقسام اثيوبيا في وقتنا الحالى اذا حدث فسيكون بلاء ليس على الاثيوبيين فقط بل سيعم الخراب على كل دول الجوار من الشرق الى الغرب والي الشمال ولك ان تراجع الحراك السياسي في فترة الثمانينيات وماحدث من صراع وحروب ومجاعات في اثيوبيا وكيف تضررت به بعض الدول المجاورة ،والان قوة وتماسك اثيوبيا  هي في  مصلحة منطقة القرن الافريقي تلك المنطقة التي توجد على حافة بركان يتمثل ثورانه في الحركات الارهابية والعديد من القضايا الملتهبة وان استقرار اثيوبيا الان هي التي قللت من ثوران هذا  البركان في تلك المناطق .

فانقسام اثيوبيا لدويلات معناه نزوح العديد من الشعوب لدول الجوار منها السودان وكينيا والصومال وجنوب السودان حتي ان كانا في صراع وعدم استقرار  فلا مفر من النزوح اليهما واستقلالهما كمعبر لدول اخري كما يحدث في ليبيا الان والتي يهاجر الالاف من الاثيوبيين من البلاد عبر السودان اليها  وهذا معناها ان هنالك صراعات ستقوم حتي بين افراد القومية الواحدة التي منها من تري انها الافضل والاجدر فافريقيا لها خبرت وتجارب في مثل هذه الصراعات .

هل يمكن ان ينصاع الاثيوبيون الى فكرة الانقسامات الداخلية بغض النظر عن من هو الاكبر نسبة ومن الذي سيحكم ؟ اعتقد ان هذا السؤال يجول في فكر العديد منا!وكذلك  حول ماهو المستقبل القادم لاثيوبيا في ظل احتوائها على اثنيات واعراق متعددة واديان مختلفة .

الان الجميع في ترقب حول من سيحكم البلاد خلال المراحل القادمة وكيف يمكن ان تدار اثيوبيا مستقبلا في ظل رفض الجميع بالنسب الممنوحة له ؟ ولكن الوضع سيتضح خلال الساعات القادمة فان البلاد يمكن ان  تعمل على تخطي هذه العثرات بين ليلة وضحاها لا ثورات ستقودها ولا معارضة قادرة على التضامن فيما بينها ولااقليات كانت تتحارب سابقا وبينها عداء يمكن ان تأتلف اليوم اوغدا من اجل  حكم البلاد فأن تلك التجرية جديرة بالمشاهدة حتي ان شابتها بعض الاخطاء في كل مرحلة فهي الاقوي وستظل كذلك حتي نجد بديلا لها .

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Anwar Ibrahim

انور ابراهيم احمد كاتب وصحفي اثيوبي مهتم بالشأن الاثيوبي العربي والاثيوبي الافريقي ومنطقة القرن الافريقي له العديد من المقالات في عددكبير من الوسائل الاعلامية

شاهد أيضاً

عدد من رؤساء الدول يبعثون ببرقية تهنئة للحكومة الاثيوبية بمناسبة ذكري ال28 من مايو

انور ابراهيم اثيوبيا – اديس بعث عدد من رؤساء الدول رسائل تهنئة للرئيس الدكتور ملاتو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.