المشهد الانتخابي في #جيبوتي -تقرير

تابعت أسبوعا كاملا الدعاية والحملات الانتخابية  _ الإنتخابات التشريعية_  في المحافظات الخمسة للجمهورية من خلف الشاشة. فرصدت خلالها عدد من المشاهد الملاحظات وهي:

١- المشهد الانتخابي- الانتخابات التشريعية- في جيبوتي يشبه كرنفال لتنصيب الرئيس إسماعيل عمر، حيث أن  في كل خطاب اسمه بسملة يُبتدأ به ووصاياه آيات يستدل بها.

٢- غياب برنامج انتخابي من الساحة الانتخابية سواء على مستوى المحافظين أو المعارضين، حيث UMP تلعب على وتر المشاريع الوهمية المتمثلة في وضع حجر أساس وبناء غرف ١*٢ ومشاريع كبيرة مصممة على برنامج أوتوكاد، بينما المعارضة تتعهد بفتح ١٥ مكتبا لاستخراج بطاقات عضوية وتلك أقصى أمانيها.

٣- توظيف القبيلة والجندر من أجل استقطاب الناخب، تفتخر المعارضة بتخصيص ٣٠% للمرأة بينما ump توظف تخصيص ٢٥% للمرأة موظفة أسبقيتها بذلك العالم الإفريقي والعربي. فتصدّر الخطاب القبلي والتفاخر النسبي على ألسن المرشحين، حتى غذت القبلية عنوان الاستقطاب الأول، ولم تختلف المعارضة عن السلطة في هذا الأمر، واتخذت من القبيلة والمناطقية ركيزة الترشح أولا، ومن ثم عناوين للخطب ومصدر لكسب ودّ الناخب مقلّدةً الحكومة -المحكوم مولع بتقليد الحاكم.

٤- افتقاد أو غياب الخبرة السياسية للمرشحين، اعتمد النظام على فئة الشباب- يحسب ل ump ذلك- لأنه يكسبها شعبية وقبولا لدى الفئات العمرية الشبابية، ويدعم الحزب بروح شبابية وطاقات مستقبلية، ما يضمن استمرار الولاء لصاحب الفضل. وفي محاولة من المعارضة في تقليد حزب الحاكم اعتمدت أيضا على نفس الفئة العمرية ما أدخلها دوامة عدم العثور على شخصية قيادية وميدانية قد توصِّل – على الأقل أهدافها- وإن لم يكن بالإمكان المنافسة. وتفتقد معظم الفئات الشبابية المرشحة ل لغة خطابية منظمة و موحدة، حيث الخطابات في مجملها عشوائية غير هادفة وتأثيرها على السامع والمتلقي معدومة جدا لأسباب لغوية وشخصية. وهذا يتجلى في خطابات المعارضة أكثر من النظام بسبب افتقادها لشخصية كاريزمية وكوادر سياسية عكس النظام الذي استطاع أن يغذي الحملات ويدعمها بشخصيات سياسية، وذو خبرات خطابية ولغوية حتى يدعموا الجيل الرابع للحزب.. وهذا ما بحاجة إليها المعارضة. ما فائدة هذه الانتخابات في ظل عدم تساوي الفرص بين المتنافسين؟ تعتبر الانتخابات -في نظري- ظاهرة صحية بذاتها، وحتى ولو كانت تضفي شرعية على النظام الحاكم، وذلك لأنها: أولا/ تتيح للمعارضة فرصة استغلال ضعف النظام وتجاوزاته غير القانونية، وفرصة للمعارضة أيضا لوضع المواطن أمام حقيقة ممارسات النظام وعدم قدرته -النظام- على تحقيق وعوده الإنتخابية السابقة، و وإبراز عجزه في تحقيق التنمية ومستوى معيشي لائق، وكما تمثل فرصة للمعارضة لمخاطبة الجماهير والاستماع لمشاكلهم، وتذكير المواطنين لحقوقهم. ثانيا/ تمثل الانتخابات فرصة المشاركة السياسية للمواطن وحتى وإن كانت مؤقتة وغير فعلية، ما يمنح المواطن شعورا بأنه مصدر الشرعية والمشروعية للنظم الحاكمة، فيخلق ذلك إحساس المسؤولية لدى المواطنين حتى في المدى البعيد. المشاركة في الانتخابات حق للمواطن واجب وطنيّ ينبغي عليه القيام به ممارسا حقه بعيدا عن جدلية الشفافية. وتمثل الانتخابات فترة احتياج الدول -غير الديمقراطية- للمواطن، وهذا ما أكده معالي الوزي المنتدب المكلف باللامركزية (حمدو عرّامس) في أحد خطاباته مصرحا “نحتاجكم كل خمس سنين مرة .. فلا تخجلونا” عبارة تؤكد على أن مصدر السلطة هو الشعب وحتى في الدول مثل جيبوتي. وعلى الشعب ممارس هذا الحق حتى تحت القهر لأنه تعبير عن وجوده و ودفاع عن كيانه الإنساني. يتبع… Fantastic Kamil

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.