هل هذا الرجل علي الحق،أم أنه علي الباطل؟وإذا كان الرجل علي الباطل لماذا لا يراجع نفسه قبل أن يفوته القطار،قطار العمر؟أم أنه مثبت علي الحق ويرفض التنازل عنه مهما كانت سرعة القطار.ومهما كانت الإغراءات التي تستعمله الدولة كسلاح لإضعاف المعارضة وتفتيتها وتفكيكها من الداخل.والنظام كما نعلم جميعا حاول أن يصتاد كداعمي بأساليب متنوعة،لكن خبرته وثقافته الواسعة وضميره الحي جنبه في الوقوع في الفخ،وحتي في داخل السجن رفض أن يتراجع الي الوراء قبل أن تتحقق العدالة الإجتماعية في جيبوتي . والحكومات التي لا تجيد التعامل بحكمة مع معارضيها تفشل في إيجاد الحل مع من تختلف معهم.ومن خلال دراستنا لهذا الرجل الصامد الثابت الصبور البسيط تبين لي أنه قنوع،لا يبحث لنفسه عن مجد ولا ثراء ولا سلطة،بقدر ما يريد لمجتمعه الإستقرار والعدالة. فهل يعني ذلك أننا نشجع كداعمي علي مواقفه عن النظام في جيبوتي؟وقبل أن نرد علي هذا السؤال نقول وما الذي وصل إليه المنشقين عن الجبهة عام 1993؟وإذا كان ما تحقق كبيرا وعظيما بعد مفاوضات ( حنلي ) الواقعة في غرب البلاد،لكان لنا رأي آخر في مواقف كداعمي الذي إشتعل رأسه شيبا.وأتصور أن الرجل ينظر الي المدي البعيد،كما أتصور أنه يفكر جيدا قبل أن يتخذ أي قرار،الرجل حذر،والحذر مطلوب،لأن الذين سقطوا في براثن المفاوضات ليسوا أقل منه خبرة في عالم السياسة . وهناك حكمة عربية تقول : يؤتي الحذر من مأمنه.إذن الرجل حذر،وقبل أن يخطوا خطوة،يعمل الف حساب.لماذا؟لأن الذين دخلوا في المفاوضات لم يخرجوا منها بسلام،بل خرجوا منها بمزيد من الخيبات والندم.إن السؤال المهم هو ما هي الدروس التي يجب أن تتعلمها الحكومة الجيبوتية عن مواقف هذا الشخص الحذر؟إن الثقة هي أساس كل عمل،وساسة الدولة في جيبوتي لم تبذل جهدا كبيرا لإقناع كداعمي بنواياهم.إذن الكرة في ملعب النظام الذي بيدها كل شئ،وحتي السلام بيدها إن أرادت الصلح،والصلح خير.
إبراهيم علي