وأبذل لخصمك مثلما ترضي وكن ** مهما علمت عن الصواب منقبا.

يقول الكاتب السعودي الراحل الدكتور غازي عبدالرحمن القصيبي: إنك لا تستطيع أن تجعل الآخرين ينفذون ما تريد أن ينفذوه،ويمتنعون عما تريد أن يمتنعوا عنه الا عن طريق ثلاثة دوافع: – الحب والإحترام – الرغبة والثواب – الخوف والعقاب.ومن هنا علي الإداري الناجح أن يبدأ بتحيز الآخرين عن طريق الحب والإحترام،أن تحبهم فتجعلهم يحبونك،وتحترمهم فتجعلهم يحبونك،وسوف تجد كل رغباتك قد تحققت.عندما يتعذر الوصول الي الهدف عن هذا الطريق لك أن تلجأ الي الإغراء والثواب.عندما يفشل هذا المسعي،وعندها فقط،لك أن تلجأ الي آخر العلاج : العقاب أو التلويح به) والتلويح “للعقاب” عادة يؤدي الي التنفيذ،والتنفيذ كما نعلم جميعا يؤدي الي الهدم،هدم كل ما بني سابقا،وفي بعد الآحيان يسقط الأبرياء وتدمر المنشآة،هذا التلويح الذي أشار إليه الشاعر والديبلوماسي والوزير هو الذي أدي الي سقوط بغداد ودمشق وطرابلس وتونس وصنعاء.إذن التلويح “بحكمة” أفضل من التلويح ببندقية.

والإنسان الشرقي يفقد السيطرة علي مشاعرة وسلوكه وأعصابه أثناء التلويح،وفي كثير من الأحيان تسقط المدن بتلويحة واحدة،وسقوط المدن يعني فقد السيطرة علي أمن الوطن،وفقد السيطرة علي الأمن يعني سقوط النظام  الذي لجأ الي العقاب،والعقاب دائما يولد الكراهية في المجتمع.والأنظمة العربية والأفريقية دائما تلجأ الي العقاب بدل البحث عن جذور المشكلة.ونظرية الحاكم عندنا تعتمد من الأساس علي الترهيب والتخويف والإقصاء،إقصاء الطرف الذي يعتبر شريكا له في الوطن.ينبغي علي الحاكم أن يبتعد عن إقصاء الآخر،وليس من حقه إستخدام القوة والعقاب لتنفذ أوامره.فالأذي الذي يصيب الشعب ستنعكس تداعياتها السلبية علي الحاكم عاجلا أم آجلا.والعقاب  والترهيب يوجبان المقاوة ويورثان النزاع بين الأفراد،وأما الإقناع فيبقي علي الود والألفة ويسهم في تحقيق التغيير المطلوب في آراء الآخرر وسلوكه .. ولذلك يؤكد الشاعر ضرورة الإهتمام حتي بالخصم قائلا: وأبذل لخصمك مثلما ترضي وكن ** مهما علمت عن الصواب منقبا.

إبراهيم علي

 

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

أنين المآسي في غزة . واستشعارها في صنعاء.

– الحرب غيرت وجه قطاع غزة إلى دمار شامل.. فأنين الجوع يدمي القلوب في غزة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.