هل يمكن الفصل بين الدولة والقبيلة في جيبوتي؟

كيف تنظر الحكومة الجيبوتية الي الأحزاب المعارضة وقادتها؟وكيف ينظر المجتمع الجيبوتي الي الفئة المعارضة للنظام؟وكيف تنظر الفئة شبه المثقفة القريبة عن النظام الي الشخصيات المؤيدة لسياسة المعارضة؟أولا تنظر الحكومة الي أحزاب المعارضة وقادتها بكل عداء،وتطالبهم بالإلتزام بسياسة الدولة،كما تطالبهم بالإبتعاد كليا عن السياسة،وهكذا تحولت ” السياسة ” لدي الدولة ملك لصاحب السلطة.. وتلك هي المشكلة الكبري في سياسة الدولة في جيبوتي.وسياسة الدولة لا ”تعارض معها ولا خروج عليها” فهي بمثابة نظام ملكي غير ملزم الا بما يقوله الملك وحاشيته في القصر.ولا مجال أصلا للمعارضة في جيبوتي لتكون شريكا في إدارة شؤون الدولة.وأما المجتمع الجيبوتي ليس له حرية ليقول رأيه في المعارضة،ولهذا السبب لا يختلف رأيه كثيرا عن رأي صاحب السلطة،فهم عياله،والعيال تابعين لولي أمرهم،وبالتالي ينظرون الي المعارضة بنفس المنظار الذي ينظر به صاحب السلطة.وأما الفئة الشبه مثقفة في جيبوتي مثل كتيبة عسكرية تأخذ أوامرها عن المؤسسة العسكرية،وممكن يكون قائدها جنرال في الجيش أو وزير في رتبة عقيد في جهاز الأمن.إنه إتفاق سياسي بين المثقف وصاحب السلطة،وثقافة المثقف أصبحت بيد الحاكم،إشتراها منه بملاليم لا تنفع ولا تشفع.وهكذا أيضا تحول المثقف الي مجرد آلة يحركها النظام متي ما شاء ذلك.والثقافة عندنا لم تفكر بعد في بناء الوعي،وفي تخليص المجتمع من تقديس الفرد الذي وضع الدولة علي مقاسه.وهي علي العكس تكافح لدعم سياسة الحزب الواحد الذي يديره فرد غير قابل للتعددية الحزيبة. وهل يمكن الفصل في هذه الحالة بين الدولة والقبيلة والحياة السياسية في جيبوتي،لتتفرغ الدولة ومؤسساتها لخدمة المواطن بعيدا عن سياسة القبيلة الضيقة التي أساءت فهمها لمفهوم الدولة.. والقبيلة عندنا الغيت سلطة الدولة،ليحل محلها سلطة القبيلة،وبالتالي حلت الإنتمائية القبلية والعشائرية والمناطقية محل المواطنية.وهذه هي قراءتي لسياسة الحزب الحاكم في جيبوتي،والذي إنفرد بالحكم منذ عام 1977..إذن ما الذي ستقدمه الدولة لمواطنيها،إذا لم تعتني في نشر ثقافة التعددية الحزبية في الوطن؟ “أغفروا لي إزعاجكم،غير أن القضية هامة خطيرة ” كما كان يقول الروائي الروسي العظيم دوستويفسكي في الجريمة والعقاب.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

أنين المآسي في غزة . واستشعارها في صنعاء.

– الحرب غيرت وجه قطاع غزة إلى دمار شامل.. فأنين الجوع يدمي القلوب في غزة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.