يقولون تقوم الأوطان علي كاهل ثلاثة :فلاح يغذيه،جندي يحميه ومعلم يربيه.وقال علي بن الحسين رضي الله عنه : حق أستاذك في العلم التعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الإستماع اليه،والإقبال عليه،وأن لا ترفع عليه صوتك ولا تجيب أحدا يسأله عن شيئ حتي يكون هو الذي يجيب،ولا تحدث في مجلسه أحدا ولا تغتاب عنده أحد،وإن تدفع عنه إذا ذكره أحد عندك بسوء،وأن تستر عيوبه ( إن بدت لعينك أنها عيوب ) وتظهر مناقبه ولا تجالس له عدوا،ولا تعادي له وليا فإن فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله بأنك قصدته،وتعلمت علمه لله عز وجل لا للناس.فالحقيقة أن حق المعلم أعظم من حق الأب،فكما أن الأب أصلك وأنك لولاه لم تكن،فمهما رأيت نفسك ما يعجبك فـأعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه فأحمد الله وأشكره،وكذلك المربي أصل كل خير،وهو وصولك للآخرة ومعك أحمال الحسنات،وهذا ببركة معلمك ومرشدك فقد كنت عبدا لبطنك،لشهوتك ولدرهمك لدينارك،يسترقك الهوي وتأسرك الشهوة وتحبسك النعمة عند مفاتنها..فمنه أخذت سلاحك علي أعدائك فأنعم الله عليك بالعتق من هذه العبودية- وما أصعبها أنعم الله عليك ببركة صحبته بحب الله.
تمسك إن ظفرت بذيل حر ** فإن الحر في الدنيا قليل
وكان صلي الله عليه وسلم يقول ثلاثة لا يستخف بهم الا منافق:* ذو الشيبة في
الإسلام،وذو العلم،وإمام مقسط.وكان عبدالله بن بشير رضي الله عنه يقول لقد سمعت حديثا منذ أزمان : إذا كنت في قوم عشرين رجلا أو أقل أو أكثر فتصفحت وجوههم فلم تري فيهم وجها يهاب في الله عز وجل فأعلم أن الأمر قد رق..وكان يقول لقمان الحكيم لإبنه يا بني : عليك بمجالسة العلماء واسمع كلام الحكماء فإن الله تعالي ليحيي القلب الميت بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر.
* المصدر- عبقرية المحدث
إبراهيم علي