رواية: الأطلسي التائه

علمتني الغربة كيف أقضي وقتي مع الكتاب،بعيدا عن القنوات العربية المرهقة للنفس والبدن،ورغم بعدنا عن أرض المعارك تجعلنا هذه القنوات العربية نعيش مآسي الحروب كما يعيش ضحاياها،هم يسقطون ويتعذبون ويتألمون ويئنون وينذفون ثم بعد ذلك يموتون ويرحلون،أما نحن نتوجع ونتألم ونتحسر ونعيش في أرق أبدي دائم،إنه أسوأ من الموت بحق السماء.ومن يرغب أن يحافظ علي سلامة بدنه ونفسه وعقله فاليبحث عن كتاب يغنيه من شر الحروب اللا أخلاقية.وأثناء هروبي عن القنوات لجئت الي رواية ( الأطلسي التائه للكاتب المغربي الأستاذ Mostapha-Lghtiri الذي يروي فيها الكاتب ”سيرة الولي الصالح الشهير أبي يعزي الهسكوري،أحد أهم أقطاب التصوف في تاريخ المغرب السياسي- الديني”.

يقول الكاتب علي لسان إبراهيم :إسمع يا أبا يعزي.لقد سعدت بالأيام والشهور التي قضيتها معك،لكن الله يريد ونحن نريد ولا يكون الا ما يريد،لقد كلفتني الجماعة بمهمة سرية،سأسعي جاهدا للقيام بها،إنها علي درجة قصوي من الخطورة،لكنني لا أملك لنفسي أمرا،فمنذ قررت الإلتحاق بالجماعة أصبحت جنديا مطيعا،أأتمر بأوامرها وأسعي الي تحقيق أهدافها مهما كان الثمن الذي يتعين علي أن أدفعه،لذا أستودعك الله وأوصيك بنفسك خيرا،وبأن تتجنب أمور السياسة قدر ما تستطيع،فلا يأتي من ورائها خير،فأنت تملك نفسا طيبة صافية ونقية،لا تقوي علي مكر السياسة وأحابيلها.ابق بعيدا عن قذارتها حتي لا تتلوث،ولا يغرنك جميل القول ونبل الهدف،فالسياسة قاسية لا ترحم، تقتات علي أعدائها،وحين تفنيهم تنتقل الي أبنائها لتتغذي عليهم،فهي لا تقنع أبدا )  رواية ممتعة لا يمل القارئ من إبتلاعها في ثواني،أتمني لكم قراءة ممتعة وحياة خالية من المملل والأرق والإرهاق الذي يحيل بين الإنسان والإبداع.

إبزاهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.