رحمك الله يا سي يوسف

«كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ومَا الحيَاةُ الدُنيا الاّ متاعُ الغرُور» صدق الله العظيم

انتقل الى رحمة الله تعالى صباح هذا اليوم المناضل الكبير السيد أحمد يوسف حمد الذي كان رئيسا للمعارضة الجيبوتية ( USN) في فرنسا.. ولد الزعيم يوسف في منطقة – qadbuyyi – في محافظة تاجوراء سنة 1938،ودرس المرحلة الإبتدائية في مدينة أبوك وبعدها إنتقل الي مدينة جيبوتي ليكمل دراسته المتوسطة والثانوية،ثم أكمل تعليمه الجامعي في فرنسا.وكانت نشأته مميزة،إذ سلك مسلك التقوي والورع من غير معلم،وعلم نفسه بنفسه العلوم الدينية محاسبا ذاته من الصغر،وكان الزعيم يوسف عنوانا في الأخلاق والأداب،وكان ضليعا باللغة الصومالية والعفرية الي جانب إجادته للغة الفرنسية الذي درس فيها العلوم.وكان يوسف رحم الله رمزا للمحبة والسلام والخير،وكان دائما يدعوا الي التعايش والسلم الأهلي،وقد ظل المرحوم في السنوات الآخيرة أحد أركان المعارضة وأحد الشخصيات المركزية التي يعتمد عليها ويأخذ برأيها في الشؤون السياسية والإجتماعية.وقد عرف بالزهد والنسك والتقوي والبساطة وحسن الإستقبال وسعة الصدر ومساعدة الآخرين.وناضل السيد يوسف من أجل إستقلال جيبوتي عن فرنسا،وشارك في تأسيس الدولة،وكان قبلها عضوا نشطا في الحزب ”التجمع الديمقراطي للعفر”وبعد الإستقلال تقلد مناصب وزايرية- الصحة والميناء في حكومة ديني،وعندما قدم ديني إستقالته ترك الوزارة وأعتزل السياسة.وقال عنه السيد آدن محمد عبده بأنه كان ”شخصية كبيرة ومبتسمة وبشوشة،الجالس معه يحس بالراحة لبساطته وحسن معاملته للناس جميعا دون تفريق أو تمييز”.نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويكرم نزله ويوسع مدخله وأن يجازيه بالحسنات إحسانا وعن السيئات عفوا وغفرانا،وأن يغسله بالماء والثلج وأن ينقيه من الذنوب والخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس،وأن يخلف عليه بدار خير من داره وأهل خير من أهله..وأن يرزق ذويه الصبر والسلوان.

وهكذا نطوي صفحة تاريخ رجل سياسي خلوق،وهذه الصفات الحميدة نادرا ما تتوفر برجال السياسة في عصرنا.وهكذا هو الموت،نتعود عليه الي أن ننسي من كانوا معنا في الأمس القريب.. فالدنيا ساعات ولحظات،يلتقي فيها الناس،يتخاصمون ويتحابون ويتصادقون،ثم يفرقهم الموت بأمر من الله سبحانه وتعالي ..رحمك الله يا سي يوسف.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.