سلام علي زمن الحب.

الحب شيئ جميل ورائع وهدية يهديها الله لمن خصهم بالحب،والحب أنواع وأشكال،ومثله كمثل الزهور والورود التي دبت فيه البسمة بحلول شهر نيسان،فتخرج الي الناس في أجمل حلاها علي الأرض. ولهذا السبب يهدي العشيق لعشيقته أجمل وردة أخرجتها الطبيعة الي البشرية.والحب جذاب.وكل الناس مولعة بالحب،لكن ليس كل الناس تعرف كيف تعبر بالحب الي عالم الرومنسية الذي يحلم بها كلا الطرفان ( الأنثي والذكر ) الي عالم العناق والقبلات الساخنة والحارة التي تغذي الروح ”اللي قتلها الإشتياق والظمأ والعطش”.. وليس هناك حب خالي عن المشاكل،يوم إختلاف ويوم آخر إتفاق ويوم رقص ويوم مداعبات ومشاكسات وضحكات وهمسات وسياح علي الخفيف،هكذا هي الحياة،وهكذا هو الحب.وكل إنسان يفسر لك الحب علي مزاجه وهواه.وكل إنسان يسعي الي إمتلاك شيئ تنقصه في الحياة.والقلب الذي عرف معاني الحب،لا يجرح قلوب الناس أبدا،وإذا أخطأ في حق غيره ينهض سريعا ليقول والله أنا ” أعتذر ” وهكذا يتنازل عن كبريائه ويركض نحو من أساء اليهم حبوا علي البلاط الأحمر.. وهكذا تتصرف القلوب التي جربت الحب،ويجب أن نفكر في غيرنا كما نفكر بأنفسنا. أختي العزيزة وأخي العزيز،لو رأيتم شخصا مظلوما قولوا بالله عليكم : والله هذا الإنسان مظلوم ”حرام اللي يحصل له”.. حاولوا أن تكونوا مع غيركم كما تحبوا أن يكون معكم الآخرون ..القلوب الطيبة التي زرع فيها الرب ” الرحمة والشفقة” دائما تحاول أن تتعاطف مع المظلومين والمضطهدين في الأرض،وأما القلوب التي سكنتها الأنانية مثلها كمثل بيت العنكبوت..” إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون”.. ليست صالحة للحب ولا للسكن،ولا الحب يقبل بها..ومثل هذه القلوب المريضة،دائما تسعي الي الكمال والرفاهية والكسب والربح علي حساب القلوب المضطهدة والمظلومة.” كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴿٣٥ غافر﴾.ويقول العلامة الكبير الدكتور علي الوردي :إن المشكلة آتية من كون  الإنسان أنانيا بطبعه فهو مهما أدعي وتظاهر وتحذلق يحب أن يجر النار الي قرصه”..إذن ماذا يعني الحب في عالم غريب وعجيب يمارس فيه القهر والظلم والإضطهاد والإستبداد؟وهل الإنسان المستبد يقدس ” الحب”،أم أنه يقدس نفسه المصابة بداء ( الأنا؟ ) ؟وهل يمكن أن يسكن الحب في قلب شخص يشبه قلبه قلب العناكب التي تلتهم ذكورها بعد إنتهاء عملية التزاوج؟ وفي الختام نقول سلام علي زمن الحب.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.