هيا بنا الي المسجد يا أخي

ذات مساء كنت في طريقي الى الدار وأنا بملابس رياضية ، وجسمي كله تراب وعرق ، كان ذلك وقت المغرب والناس تهرول نحو مسجد أرحبا.

فجأة أعترض طريقي رجل ملتحي وبعد أن القى علي السلام مسك بيدي وقال لي :

هيا بنا الى المسجد يا أخي.

قلت له يا شيخ أنظر الى جسدي وملابسي ، قال معترضا لكلامي ”ستتوضأ في المسجد”، قلت له لا ينفع يا شيخ ، أنا بشورت رياضي ما ممكن أدخل الى المسجد بهذه الوضعية ، تراب وعرق. غضب الشيخ مني وأنصرف لحاله الى صلاة المغرب. وهذه الحادثة تركت في نفسي أثرا عميقا ، لأنني احسست بغضب الشيخ الذي إبدى إستغرابه لسلوكي وعنادي ، لكن لماذا لا ننصح الكبار كما ننصح صغار السن في الشوارع؟ ولماذا لا يعترض شيوخنا طريق كل إنسان خارج على القانون ولو كان هذا الإنسان رجل الدولة؟ ولماذا لا نقدم الى قول الحق كما نقدم الى المساجد للصلاة والتعبد والإستغفار مثلا؟

وفي كل حي من أحياء العاصمة جيبوتي اكثر من مسجد ، وفي كل مسجد يصلي العشرات بل المئات من الناس ، كما يوجد في كل مسجد إمام وخطيب وعدد كبير من الدعاة ، لكن حديث رجال الدين عندنا يقتصر فقط على عذاب القبر وهول يوم القيامة.

وضعونا في الاكفان ونحن أحياء ، لماذا لا نجد داعية واحد يتحدث عن مشاكلنا في الحياة ، منها إجتماعية ، إنسانية ، أخلاقية ، سياسية ، تعليمية ، ثقافية ، رياضية وإصلاحية؟ ولماذا التركيز فقط على الآخرة؟ وهل الله سبحانه وتعالى أمرنا بترك الدنيا والإستعداد للموت؟ لم أعرف سبب سكوت رجال الدين عن مشاكل الناس في الحياة ، الفقر والإستبداد والظلم ، والساكت عن الحق شيطان أخرس ، وليس بعد الحق الا الضلال.

كل هذا لا يلفت نظرهم ، غريبة ! لو داهم رجال الأمن أحد المساجد لا قدر الله وقتلوا أعدادا كبيرة من المصلين ، كم منا يا ترى سيعترض ويقف في وجه رجال الأمن؟ لا أعتقد أن أحدا من رجالنا التقاه سيكلف نفسه بالدفاع عن المصلين ، فلرجال الدين في هذا الزمن واحدة من إثنتين : أما أن ”يعتكف في داره ” وإما أن يجند نفسه لخدمة الحاكم في أمر الله ! ونقول لرجال الدين إتقوا الله وقولوا قولا سديدا وتذكروا قوله سبحانه وتعالى : إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون” سورة البقرة ، وقوله سبحانه وتعالى : إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا ، أولئك ما يأكلون في بطونهم الا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. سورة البقرة. الم يسمع شيوخنا الأجلاء ما يتعرض له المواطنون في شمال البلاد؟ الم يسمعوا ما سمع به الناس هنا في الغرب؟ ولماذا لا يسألون الدولة عما أقترفه هؤلاء الناس الذين تعاقبهم الدولة في السجون بدون محاكمة؟ وما هي فوائد الصلاة ، إذا كان صاحبها يقف مع الطرف القوي ليقضي على الطرف الضعيف؟ جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : إني أحبك يا رسول الله ! فقال له : أبشر بكثرة الإبتلاء ، فقال : وأحب إبن عمك عليا ! فقال : أبشر بكثرة الأعداء. فقال : وأحب الحسن والحسين! فقال له : فأستعد للفقر وكثرة البلاء.

وأنا أتساءل هنا وأقول ماذا قدم رجال الدين في سبيل نصرة الحق؟ وهل نحن نحب رسول الله وآل بيته الكرام؟ وإذا كنا نحب رسول الله ، أين نحن من سنته ونصرة أصحاب الحق؟ أم أننا نعمل الف حساب للفقر ونلتزم بقوانين الدولة الذي تلقي الرعب في قلوبنا؟ وإذا كنا علي سنة المصطفي عليه الصلاة والسلام ونخاف ربنا فالنسأل عن مصير السجينة OUMA MUHAMMED

DEBERKALEH،ومن معها من المواطنين،وعلي السلطات الجيبوتية أن تكشف عن مصير جميع المعتقلين الذين بقي مكان وجودهم ومصيرهم لغزا لحد الساعة.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

” كل عامٍ وأنتم أبطال الأمة المنصورين وفرسانها الأحرار “

مئةٌ واثنان وعشرون شهيدًا وستةً وخمسين جريحًا ، يكتبون بدمائهم الزكية وثيقة شرفًا وتضحيةً وفداءً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.