كل الناس سياسيون،ولكن لا يقوم كل السياسيون داخل المجتمع،بوظيفة السياسي

”لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه” كلما تذكرت هذا الحديث أتذكر المناضل الراحل شيخو أحمد عيسي الذي إختار طريق الكفاح المدني لقلة سالكيه،وكأنه من مدرسة علي إبن أبي طالب كرم الله وجهه.ومن بين القادة السياسيين في جيبوتي،قضي المناضل الكبير والسياسي اللامع السيد شيكوا أحمد عيسي الفترة الأطول معارضا لنظام جوليد،فقد أعتقل أكثر من مرة،وأستجوب من قبل رجال الأمن التابعين لجهاز الأمن السياسي..ورغم كل التجاوزات الأمنية إختار شيكوا طريق الحق،ووجهت اليه التهم عبر وسائل الإعلام من دون تقديمه لأي محاكمة علنية.لقد ظل شيكوا بإصراره علي تغيير أسلوب الحكم في جيبوتي،كما ظل علي أسلوب المجاهرة برأيه،ولم يتوقف يوما عن القاء خطبه النارية ليبعث برسائله الي النظام القمعي الذي كان يقوده الرئيس الأسبق حسن جوليد مستفيدا من تجاربه الطويلة في المعترك السياسي،وأعطي شيكوا النصيب الأكثر لسنوات النضال الي جانب النقابات العمالية والأحزاب السياسية،وكانت الجماهير رغم قلتها كانت تعتبره رمزا لقضية أو حركة أو موقف،وكان خير ممثل للإنسان الجيبوتي بغض النظر عن إنتماءتهم القبلية،وكان الرجل يقوم بعمله داخل مجتمعه بآمانة وبمواقفه الثابتة أصبح رمزا سياسيا صاحب مواقف ومبادئ الي أن وافته المنية في ظروف غامضة.ولم يكن شيكوا ينشد في نيل منافع مادية،بل كان يرغب في تحقيق العدالة الإجتماعية في وطنه،وكان يشجب الفشاد ويدافع عن الضعيف ويتحدي السلطات القمعية أو الخاطئة.وكان يمثل كل اطياف الشعب والقضايا المنسية التي كان يسعي النظام الي كنسها وإخفائها تحت السجادة،كما يقال.ولهذا السبب وحده نتذكر هذه القامة السياسية الوطنية الملتزمة بآرائها الرافضة للديكتاتورية وقمع الشعوب،وكان صاحب أسلوب مميز،لاذع للسلطة المنفردة في القرارات السياسية المعتمدة علي حكم الفرد الواحد،وكان يعتبر الإنضمام الي الي حزب – R.P.P – مثل الدخول في نفق مظلم مطل علي السعير.وما أتذكره من الزعيم شيكوا هو الإبتسامة الدائمة والمثابرة والقوة التي تميز شجاعته وإصراره علي تغيير أسلوب الحكم في جيبوتي،ويعتبر من أكثر الشخصيات التي إختارت الدفاع عن حقوق المواطنيين الجيبوتيين عفر عرب عيسي.وهذه المواقف الإنسانية ترفعه الي مقام عال في عالم السياسة،بوصفه سياسيا إختار طريق الحق رغم قلة سالكيه.وهكذا سلك الرجل طريق علي كرم الله وجهه. .وكانت رسالة شيكوا هو أن ينمي وعيا سياسيا أو فكريا مقاوما للإستبداد والقمع،قبل أن يصبح رئيسا أو وزيرا أو مديرا أو قاضيا في دولة قمعية تعتمد علي القوة لإدارة شؤون الدولة.ورفض الزعيم أن يكون خرقة أو العوبة بيد حاكم مستبد.وكل الناس سياسيون،ولكن لا يقوم كل السياسيون،داخل المجتمع،بوظيفة السياسي المحنك،كما كان يرفض شيكوا بصبره وعناده وشجاعته لأسلوب النظام الذي كان هدفه تهميش بعض القبائل التي لا تنتمي الي العشيرة الحاكمة.ورفض الزعيم أيضا الركض وراء المناصب والوظائف والنجاح السريع في دولة بوليسية تضع كل من يختلف معها في السجن إنتقاما أو تأديبا..ويقول ميلز في كتابه ” السلطة والسياسة والشعب ” إن الفنان والمثقف المستقل هما من بين الشخصيات القليلة المتبقية المجهزة جيدا لمقاومة ومقاتلة مساعي القولبة النمطية والموت اللاحق للأشياء النابضة بالحياة حقا..وإذا لم يقف المفكر الي جانب قيمة الحقيقة في الصراع السياسي،فلن يسعه أن يتعاطي تعاطيا مسؤولا مع كامل التجربة الحية ”وكما بدأت بحديث علي إبن أبي طالب كرم الله وجهه،أختم مقالي هذا بقول الله تعالي

 ( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ) صدق الله العظيم.. والرحمة علي روح الزعيم الراحل شيكوا أحمد عيسي الذي رحل مظلوما لا ظالما.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

أنين المآسي في غزة . واستشعارها في صنعاء.

– الحرب غيرت وجه قطاع غزة إلى دمار شامل.. فأنين الجوع يدمي القلوب في غزة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.