أحمد ديني العفري الجيبوتي … لم يصطنع موضوعية وأنتصر للقضايا العيسية والعفرية

ولد السيد أحمد ديني أحمد،القائد العفري الجيبوتي الأسطوري،عام 1932 في محافظة أبوك الواقعة في شمال جيبوتي،ودفن في مقبرة بيكادوز في العاصمة جيبوتي..وقد حضر مراسم الدفن الآلآف من الناس،من مختلف الأجناس،لتوديع القائد الي مثواه الآخير،وتوقفت الحياة،توقف ما فيها من البهجة وحلاوة الروح،دبت حال من اليأس في أوساط الشعب الجيبوتي.وفقدت أحاديث السلام عذوبتها عند رحيل أحمد ديني.وكان الرجل يعتبر مثالا للطف والتسامح والدماثة في تعامله مع الآخرين،وكان زعيما سياسيا ودينيا واسع النفوذ،وشخصية وطنية مرموقة،وهو الشخصية الوحيدة التي طلبت إستقلال جيبوتي في المحافل الدولية،وكان أول رئيس وزراء بعد الإستقلال عام 1977.ولعب دورا كبيرا لإنضمام جيبوتي في الجامعة العربية،ويشهد له كثير من الناس بالإعتدال والحفاظ علي الأواصر التي تعارف عليها الجيبوتيون،ولم يخف حماسته لقضيته وراء ستار من الموضوعية المصطنعة،كان مؤثرا أبلغ التأثير إذا حاجج وإذا حاور،وكان ناصع البيان باللغتين العربية والفرنسية،وكان يتكلم الصومالية كأبنائها.وأعتقل ديني عام 1982 في سجن جبوت،في العاصمة جيبوتي،وأستجوبته أجهزة المخابرات التي كان يديرها إسماعيل عمر،ولكن علي رغم ضغوطات الإعتقال والملاحقات الأمنية المستمرة،والقيود الشديدة التي كانت مفروضة عليه،لم يتخل عن القضايا الوطنية..فالتاريخ سيظل يذكر أن أحمد ديني الرجل،الفكرة،إنتصر مرات عدة وأنجز بعضا من حلمه من دون أن يخسر أو يتنازل عن مبادئه،في الوقت الذي خسر فيه أعداء الديمقراطية وحقوق الإنسان كل شيئ.وترك أحمد ديني الحكم عندما شعر أن هناك ظلما يتعرض له الشعب،فعلي أثر هذا الخلاف إستقال ديني،وبدأ يبتعد عن الحياة السياسية التي تميزت بالعنف وعدم الإستقرار.وقد لخص أحمد ديني هذا الشعور الأليم الذي أحس به،هو وزملاؤه الخمسة في هذه العبارات : وكنت في الحقيقة علي رغم مودتي لغوليد،أشعر أن تعيينه رئيسا للدولة كان خطأ نتحمل مسؤوليته” وإذا كان أحمد ديني وأحدا من أبرز المدافعين عن الحقوق العفرية،فإنه دافع كذلك عن القضيايا العيسية في عهد الإستعمار،وهذا أيضا يحفظ له التاريخ في المستقبل.

غسان غسان

السويد،جريدة الحياة اللندنية

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

الوعد الصادق.. تحدّي إيراني وتحولات إقليمية في مواجهة إسرائيل.

ال 14 من نيسان – إبريل 2024..كانت عملية الوعد الصادق اليوم الذي كسرت فيه إيران …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.