آخر يوم لمحكوم بالموت

بعد قراءتي لرواية “Victor Hugo,”Le Dernier jour d un condamne،طار فكري لأفكر في معاناة كل إنسان مرمي في سجن مقرف لا تسمع فيها غير آهات البشر المعذبين بدون رحمة أو شفقة.وإذا كان هناك من يعتقد أن بموت محمد أحمد المعروفة بالجبهة،سيموت كفاح العفر غلطان وعبيط،ولا يقرأ تاريخ الأمم والشعوب المناضلة لنيل حقوقها.ولا يضيع حق وراءه مطالب.ومن حق شعب أي بلد عليه أن يقاوم،إذا أدرك أن هناك ظلم يطارده ويغتصب حقوقه.والمقاومة هنا مشروع كوسيلة للمقاومة المشروعة..وبإختصار شديد إذا لم تحل حكومة جيبوتي قضية هذا الرجل الشجاع الذي برأته المحكمة الجيبوتية،سيلحق بها عار أمام المنظمات العالمية التي تدافع عن حقوق الإنسان.وعلي الرئيس غيلي أن يبدي إهتماما بمرارات حياة الإنسان الذي يقبع في السجن لسنوات طويلة ليضع حدا لمعاناته كإنسان،بمجرد إنتماءاته السياسية والفكرية..وكل ما تحدث نظام جيبوتي عن المناضل العفري الكبير محمد أحمد المعروف “بالجبهة” يقولون،أنه ليس مواطن جيبوتي، معتقدين أن ذلك يعطيهم الحق لتركه في السجن لسنوات،والمناضلين الكبار كما نعلم لا ينتمون الي الدول،بقدر ما ينتمون الي القضايا العادلة،ومثلا شي غيفارا ناضل في كوبا مع فيد كاستر،وكذلك ناضل في إفريقيا وأرتبط بقادتهم  بزائير المعروفة بكونغوا ودافع عن قضاياهم في المحافل الدولية دون أن يحمل جنسية أية بلد أفريقي،وكذلك محمد أحمد يا من يتحدثون عن نسبه وأصله.ويقول شي جيفارا : إذا قاتلت فإنك ستتمكن من أن تكون حرا،إذا لم تقاتل فقد خسرت .. المعركة الوحيدة التي تخسر فيها،هي المعركة التي تنسحب فيها.ناضل شي جيفارا ضد الإمبريالية وطواغيت المال في عدة مواقع من العالم.

وكما تساءل فيكتور هيجوا في روايته يتساءل محمد أحمد الجبهة في داخل زنزانته ويقول : ماذا تراهم سيفعلون بي؟

ويقول فيجتور هيجوا  في روايته ( آخر يوم لمحكوم بالموت ) ما يلي: هذا السجان الطيب، بإبتسامته اللطيفة،بكلماته الرقيقة،بعينه الحانية ذات النظر الحديد والرقابة الدقيقة، بيديه الكبيرتين الخشنتين،إن هو الا السجن مجسما، إنه  ”بيستر” بجسم إنسان. أري السجن في كل ما يكتنفني،أري السجن في كل هيولي،أراه في صورة إنسان،في شباك،في رتاج باب،هذا الجدار نفسه هو السجن بشكل حجارة،هذا الباب هو السجن بشكل خشب،هؤلاء السجانون هم السجن بلحم وعظم.إن السجن لكائن مرعب كائن طاهر الكمال والتمام غير قابل للتجزئة،نصفه رجل ونصفه منزل وأنا فريسته،يطوقني تطويقا،يحتويني في غياهبه،يمسكني داخل جدرانه الصوانية،يوصد علي الأبواب بالمغاليق الحديدية والعوارض،يراقبني بعيني حارس يقظ.واه لك من بائس!! الام سيؤول أمري؟ ماذا تراهم سيفعلون بي؟ آه يا للجهنم ! يا للشياطين ! لعنة الله ! إن النفوذ من هذا الجدار سيقضيني بضعة أشهر ولو كان لي عدد وأدوات جيدة،وأنا ما عندي حتي ولا مسمار، ولا ساعة واحدة من الزمن..كم عدد اولئك الذين ذهبوا قبلي وكانوا يتطلعون الي اليوم الذي يسقط فيه رأسي؟

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

أنين المآسي في غزة . واستشعارها في صنعاء.

– الحرب غيرت وجه قطاع غزة إلى دمار شامل.. فأنين الجوع يدمي القلوب في غزة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.