بكره بدوب الثلج وبيبان المرح.

الوجود العسكري الأجنبي في جيبوتي لم يعد قاصرا علي فرنسا كما كان الحال سابقا،فالولايات المتحدة لديها قاعدة عسكرية ضخمة يعتبر بمثابة جسر عبور لوحداتها المقاتلة،ومنها تنطلق نحو الصومال لمطاردة الشباب في الصومال،ومنها تنطلق أيضا صوب اليمن السعيد لتطلق صواريخها في عمق الأراضي اليمنية.

( وتمتد القاعدة الأمريكية،ومركزها في ضاحية آمبولي،بجوار مطار جيبوتي بطول نحو 4 الآف متر،وفيها مدرج الإنطلاق للطائرات الحربية والمروحيات،ويبلغ عدد الجنود فيها نحو 2000 جندي وضابط،وهناك قاعدة صينية تقع قرب منطقة تاجورة علي مسافة تبلغ نحو 10 كيلو متر من القاعدة الأمريكية.وتبلغ مساحة القاعدة الصينية نحو 80 فدانا،وهي أقل من مساحة نظيرتها الأمريكية بكثير.ووفقا لمراكز مقديشو للبحوث والدراسات،تجني جيبوتي نحو ربع مليار دولار سنويا مقابل تأجير أراض لقواعد عسكرية،وبحسب مصادر أخري،تبلغ قيمة التأجير السنوي للولايات المتحدة نحو 70 مليونا وللصين نحو 100 مليونا،ولليابان ما يقارب من 35 ولفرنسا ( القاعدة الأقدم ) نحو 30 مليونا بالإضافة الي مبالغ أخري من دول لها تواجد عسكري محدود مثل المانيا وإسبانيا.* ) ويلاحظ أن الدعم الخارجي لم يتوقف سواء كان غربيا او امريكيا او خليجيا،لكن ذلك لم يغير حال المواطن الفقير.والمواطن العادي يتساءل ويقول أين تذهب هذه الأموال الضخمة؟ وأين هي؟

والملفت أن أسلحة متطورة تتدفق علي جيبوتي من أطراف إقليمية ودولية،في شكل يساعد علي إطالة عمر الحرب ويخلق حالة عدم إستقرار في جيبوتي.وذكر مصدر جيبوتي معارض ل ” جريدة السلام ” بأن القوات الإثيوبية ما زالت تراوح مكانها لمراقبة الثورة العفرية (فرود) لترضي نظام غيلي الذي تربطه علاقة قوية مع نظام التيجراي في أديس أبابا،وربما ترغب إثيوبيا بنقل معلومات عسكرية مفصلة عن عدد قوات المعارضة ونوع الأسلحة التي تستخدمها والمواقع التي تتمركز فيها، بينما نظام جيبوتي يتكتم علي التدخل الإثيوبي ويحرص علي عدم إفشاء تورط إثيوبيا في الشأن الداخلي في جيبوتي،وعلي صعيد آخر،أعربت بعض الدوائر الإعلامية الإثيوبية المعارضة ” إستغرابها” من موقف اديس ابابا الداعم لنظام جيبوتي.وتعتبر إثيوبيا نفسها دولة الحارس أو شرطي المنطقة للدول الغربية،خاصة وأن منطقة القرن الإفريقي ذات أهمية إستراتيجية بالغة الأهمية للدول الغربية والولايات المتحدة والصهاينة في آن واحد..بكره بدوب الثلج وبيبان المرح:غدا تظهر الحقيقة.

إبراهيم علي

(*)- المصدر جريدة الشرق الأوسط،العدد:13911 -29 ديسمبر 2016

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.