بركان عرتعلي

العفر في جيبوتي مثل البركان

أغلبية الحكام في إفريقيا يمارسون العنف ضد شعوبهم،متعقدين بذلك أنهم سيتمكنون من تركيع الشعوب وإذلالهم كما يشاؤن،لكن الشعوب مثل البراكيين رغم السكون والهدؤ.والعفر في جيبوتي مثل البركان يتجدد نشاطهم من حين لحين.وفي عام1991 وصلت الجبهة الي أطراف مدينة جيبوتي،وحينها هرول الرئيس السابق لجيبوتي نحو فرنسا لتدافع عن نظامه،لكن فرنسا لم تستجب لنداء جوليد.وكلما ثار العفر في القرن الإفريقي تتعدد التفسيرات لأسباب ثورتهم،ويتهمهم البعض بالسعي الي إقامة دولة العفر في القرن الإفريقي،حيث يقولون: إن هدف نضالهم هو تجميع كل الأراضي التي تسكنها قبائل العفر في جيبوتي أو إثيوبيا أو إرتيريا.لكن إذا كانت هذه الدول تتخوف من قامة دولة العفر مثلا،لماذا لا يعطون للعفر حقوقهم كمواطنيين وكبسر،أينما وجدو؟يقول Albert Camus لا تسر أمامي فقد لا أتبعك،ولا تسر خلفي فقد لا أقودك،بل سر بجانبي وكن صديقي.ونظام غيلي قال سابقا:إذا رأيتم ثورة فلا تحسبوا أنهم من البشر،بل أنهم مرتزقة وإرهابيين يسعون الي تغيير الحدود الموروثة عن الحقبة الإستعمارية

وكلامه هذا يذكرنا بكلام ” سان بونافنتور” أحد رجال الكنيسة الذي قال رأيا معاديا للنساء:إذا رأيتم إمرأة فلا تحسبوا أنكم ترون كائنا بشريا،بل ولا كائنا حيا وحشيا،وإنما الذي ترون هو الشيطان بذاته والذي تسمعون هو صفير الثعبان.وعلي هذا الأساس أقنع غيلي نظام التيجراي في أديس أبابا في الأسابيع الماضية ليضرب بهم جبهة إعادة الوحدة والديمقراطية في جيبوتي،ونحن نستغرب كيف تمكن غيلي من اقناع المؤسسة العسكرية الإثيوبية ليضرب بهم جبهة ( فرود ). وأثار هذا الأمر ردود أفعال متباينة في الصحافة الغربية،وخاصة في فرنسا،وإن كانت الصحف العربية لم تجرؤ علي نشر هذه الأخبار من القرن الإفريقي.

وأخيرا إذا كان ثوار الأمس من القياديين العفرية قد أطلقوا ولعهم ” الثوري ”  الي غير رجعة،وتركوا العمل النضالي السياسي غير مأسوفا علي تبعاته لغيلي،فهل يستطيعون أن يتركوا إخوانهم العفر مثل العبيد؟ لا يدخل مواطن دائرة حكومية الا ويخرج معتكر المزاج،بحاجة الي دواء مضاد للإكتئاب،أو منشط يرفع معنوياته المنهارة بسبب الإحساس بالعنصرية والقبلية.إذن لا دواء غير اللجوء الي الجبال أمام العفر مثلما كان يلجئ الأكراد الي جبالهم لإسترداد حقوقهم.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.