شفا العفري

المداهمات …..

افكر كثيرا بالكتابة ولكني اجدني لا قبل لي بها . مواضيع كثيرة تشغلني  وتثير فكري وتهيج مشاعري.لكن سرعان ما تنضب قريحتي ولا تفيض وتبخل ولا تجود .تلك الافكار التي تتزاحم على رفوف فكري وزوايا باطن عقلي لا تجد طريقا الى المداد . اعجز دوما عن ترتيبها وتنقيحها  وتفسيرها وتنظيمها وربطها بعقال القلم وسياج الكراس .ربما فرق الإزاحة بين افكاري والواقع ممدود  وطويل ، وربما افتقد العتاد  او اجهل موضع ذر التشغيل  للآلة  التي بحوزتي،.  ايٍ كان السبب اجدني والواقع يجبرني رغم ذلك على المواجهة وان أكون على إستعداد للمداهمات . الأوكار كثرت والممنوعات فاضت والسكوت عليها صار هو الجريمة. قالوا قديما الصمت محمود والسكوت مذوموم . والفرق بينهما  شاسع وكبير . يكون الصمت عن قول الحرام أو عن الخوض فيما لا يعني الفرد او كي تفسح المجال لمن هو اهل لامر في مجال معين وهلم جر. أما السكوت هو السكوت عن الحق هو من اقبح المذمومات في عرف الإنسانية بلاشك لانها عون للظالم وتحريض على الظلم  .

“حين سكت أهل الحق عن الباطل توهم أهل الباطل أنهم على حق “، حكمة تنسب الى سيدنا على كرم الله وجهه، من سكوت المظلوم عن حقه تجبر الظالم وطغى،  فإذا ثقل كاهل المظلوم  يوما ما و أنحنى ظهره من العبئ ورام  ان يبوح ببعض ما يعانيه من حسرة وألم. ينقلب في نظر غريمه وزبانيته  شيطانا  ماردا وزنديقا فاسدا  لا يهمه إلا  تعكير صفو الحياة التي يتمتع بها سيدهم وهو يرفث في النعم التي اغتصبها منه .

لا أنصب نفسى ناطقا بإسم المظلومين لكني اريد ان أبوح ببعض ما ثقل به كاهلي من خلال هذا العمود في هذا الصرح الشامخ “جريدة السلام” . ولا استبعد ان يشيطنني البعض ، فمجرد الحديث عن الظلم كفر بواح وزندقة تشوبه الهرطقة . فارغب الى ان التزم بالكتابة في هذا العمود مرة في الاسبوع ان امكن لكني لا أعد “أفضل طريقة للالتزام بالوعد هي ألا تعد بشيء كما قال الحكيم نابليون بونابرت.

اسميت العمود ب”المداهمات” لما تحمله الكلمة من المخاطرة والمجابهة. احب التحدى لكني لا اكسب الرهان دوما كغيري . فإقتحام المصاعب يحتاج الى شدة وارادة قوية فإستعداد، عدة ، عتاد فدراسة للوضع  ودراية بالعواقب . قد تخرج منها منتصرا على ظهر جواد ادهم او منكسرا وملتحفا بلحاف اليأس الاغبش .

   مهلا.. تَرَوٍّا تَرَوٍّا !!!!!    لا تذهبوا بعيدا  في التفكير إنما انوي  مداهمة نفسي واقتحام اوكار افكاري التي تسرح وتمرح وتجول بلا حسيب او رقيب في حديقة عقلي الخلفية  . رصدت لها المنظار واعددت لها العقال وما بقيى إلا  المداهمة والقنص ….. قل تم !!!!!!!

شفا العفري

shifa@salamhorn.net

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.