ذكرت “هيومن رايتس ووتش” في تقريرها لها صدر اليوم ١٢/يناير ل 2017 إن أطراف النزاع المسلح في اليمن انتهكت قوانين الحرب ولم يتم عقابها من العقاب عام 2016. كما دعذ التقرير الحكومات المعنية إلى محاسبة الأطراف المتحاربة التي ارتكبت الجرائم على لانتهاكاتها السابقة والحالية وإيقاف بيع الاسلحة الأسلحة إلى السعودية فورا.
يذكر التقرير انه منذ مارس/آذار 2015، قامت قوات التحالف بقيادة السعودية بعمليات عسكرية، بدعم من الولايات والمتحدة والمملكة المتحدة، ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح. هاجمت خلالها قوات التحالف بشكل غير قانوني منازل وأسواقا ومستشفيات ومدارس ومصانع وورشات عمل مدنية ومساجد.
ووفقا لمكتب المفوض السامي الأممي لحقوق الإنسان، قُتل 4125 مدنيا على الأقل وجُرح 6711 حتى 10 أكتوبر/تشرين الأول 2016، أغلبهم بغارات التحالف الجوية.
قالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “لا يبدو أن أي جهة من القوى المشاركة في النزاع في اليمن تخاف محاسبتها عن انتهاك قوانين الحرب. فعلى أعضاء الأمم المتحدة الضغط على الأطراف لوقف لقتل المدنيين ومعاناتهم”.
في التقرير العالمي الاخير ، تراجع هيومن رايتس ووتش الممارسات الحقوقية في أكثر من 90 دولة. يكتب المدير التنفيذي كينيث روث في مقاله الافتتاحي أن جيلا جديدا من الحكام السلطويين والشعبويين يسعى إلى إسقاط مفهوم حماية حقوق الإنسان، ويتعامل مع الحقوق على أنها عائق أمام إرادة الأغلبية.
انتهك طرفا النزاع في اليمن بشكل متكرر قوانين الحرب. وثقت هيومن رايتس ووتش 61 ضربة جوية يبدو أنها غير قانونية قامت بها قوات التحالف بقيادة السعودية، قد يرقى بعضها إلى جرائم حرب. استخدمت قوات التحالف أيضا الذخائر العنقودية المحظورة دوليا. لم تعلق الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة مبيعات الأسلحة إلى السعودية رغم وجود أدلة متزايدة على استخدامها في النزاع وفشل التحالف في التحقيق في الانتهاكات المزعومة. عام 2015، وافقت الولايات المتحدة على أسلحة بقيمة تزيد عن 20 مليار دولار إلى السعودية، ووافقت المملكة المتحدة على مبيعات أسلحة بقيمة 4 مليارات دولار.
قام الحوثيون وحلفاؤهم، منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، بحملة اعتقالات تعسفية وإخفاءات قسرية ضد من يُنظر إليهم على أنهم خصوم. كما أطلقت قذائف مدفعية في هجمات عشوائية على مدن الجنوب في السعودية، ما أسفر عن مقتل 471 مدنيا وجرح 1121 بين 1 يوليو/تموز 2015 و30 يونيو/حزيران 2016 بحسب الأمم المتحدة. كما زرع الحوثيون والقوات المتحالفة معهم ألغاما أرضية محظورة مضادة للأفراد،أسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين.
ذكرت الولايات المتحدة أنها شنت 28 غارة بطائرات بدون طيار في اليمن حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2016، ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص وصفتهم بأنهم يتبعون “تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية”. أعلن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وجماعات مسلحة مرتبطة بتنظيم “الدولة الإسلامية”، المعروف أيضا باسم “داعش”، مسؤوليته عن عدة هجمات انتحارية وتفجيرات قتلت العشرات بصورة غير مشروعة.
منعت أطراف النزاع، أو قيّدت، وصول إمدادات الإغاثة الحرجة إلى المدنيين، ما يعمّق الأزمة في البلاد. كما فرضت قوات التحالف حصارا جويا وبحريا على اليمن لتحد من استيراد السلع الحيوية. صادر الحوثيين والقوات المتحالفة معهم مواد غذائية وإمدادات طبية من مدنيين دخلوا تعز، ومنعوا وصول المساعدات إلى المدينة، ما ساهم في انهيار النظام الصحي بشكل شبه كامل.
المصدر :موقع هيومن ريتش ووتش