من الارشيف

زهرة وناصر …. مشروع رواية

عندما اقتحمت زهرة حياته, كان ناصر اشلاء رجل مشتتة, فوضاوية، كان يشبه دمى مبعثرة, يد هنا واخرى هناك, وتلك الاشلاء او تلك الاشياء المبعثرة كانت تشبه بيتا مهجورا او تشبه بيتا معقدا لا يحوي خزانات ورفوف وحتى شماعات, كان ناصر يشبه مستودعا مكتوما لايحوي نوافذ ولا ثقوب، لا يدخل النور الي دهاليزه. كان الشيء الواضح والثابت فيه انه كان حزينا ويائسا، ومكسورا ايضا، كان يحمل حكاية واحدة، وجعا واحدا، توغلا في اعماقه واستوطنا به ، كان اليأس مرسوما في كل مسامات عروقه ، يحمل عشقا قاتلا، عشقا يدخل في خانة المستحيل والمحرم، كان عليه ان يغرق ثانية ليعود، ويجرب الموت حتى لا يموت.. وكان عليها ان تهزه , تصفعه وتجرحه, ليصحو ويعود، فهو يمؤمن بالعشق، ولن يلدغ منه ثانية… كان بحاجة اليها والي اعصار مدمر وأمواج متلاطمة عاتية، كان ناصر بحاجة الي زهرة، دون ان يدري انها طيف خيال، و انها اشبه بصورة فضائية تختفي دونما اشعار, و انها صوت اثير قادم من بعيد. وكانت زهرة تعلم جيدا انها لن تكمل المشوار والقصة معه، لكنها واثقة انه سيكمل المشوار لوحده,, كانت تلعب دورا مهما, تقاسمت معه دورالبطولة بلقطة واحدة, ولم تكن كمبارسا كما اعتقد، نعم كان ظهورها محتشما ربما ظهرت مرة واحدة في مسرحيته، إلا ان صداها وأثرها كانا واضحين ومستمرين معه الي نهاية قصته، لم يكن وحيدا كذلك في تلك المسرحية، كان بطلا يواجه سطوة المدينة وحده, وكانت كل المدينة جمهوره، لم يكن خنساء, ولم يعد يبكي لها ولا لرحمة، دخل هذه المدينة ضعيفا، يائسا ومحبطا وخرج منها قويا, متفائلا ومبتسما، زهرة كانت سببا, قدرا رائعا, استطاعت ان تنتشل تلك الاشلاء وتلملم قطعه المتناثرة, الفوضاوية, نفضت رواسب أحزانه, رتبته وأعادت كل قطعة منه الي مكانها الطبيعي وأعادت هيكلته, وكان ذلك نصرا معنويا منحته زهرة وأدخلت معه النور الي دهاليزه , وأطفأت تلك السيجارة التي كانت تسكن جيبه ويده وتستوطن شفتيه ورئتيه, وكادت ان تحرق شرايينه وتوقف نبضات قلبه,, وزهرة قبل اختفائها ايضا اطفأت نارا، وأخمدت ثورة، لكنها أحدثت ما يشبه انتفاضة عارمة وانقلابا ثوريا تصحيحا من نوع اخر, صارت حطب تلك النيران, وأولي ضحايا التصحيح, وأصبحت وزهرة بذلك ايضا أول الراحلين ,.. ……………..

بقلم / محمود شامي الشامي

مقتطفات من مشروع رواية

9 مارس

 

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.