مقتطفات من راوية ٩ مارس
زهرة سيدة في العشرينيات مطلقة لم تدم علاقة زواجها ثلاثة اشهر، عفرية اورومية بجاوية عربية تركية تحمل كل هذه الدماء, تحمل ملامح افريقية وعربية وتركية, وهذه التركيبة الفسيفسائية والدماء المختلطة نتيجة لتقاطع وتزاوج ثقافي مر من هنا، فهي تشبه لوحة بيكاسو التي تنظر الي كل الزوايا والاتجاهات, فكل من يشاهد اللوحة يعتقد انها تحاكيه وتنظر اليه بينما هي تحاكي الجميع وتنظر اليهم في وقت واحد..
هي لوحة تدهش الجميع رسمتها تاجورا ووجها مخفيا اخر لمدينتها, هي وجه المحبة ووجه الخير, ويعتقد كل من يراها انها له، في الواقع هي ارث سلطنتها وملكها الخاص, واستهلاك محلي لها فقط، هذه هي زهرة….
زهرة اشبه بخلطة سحرية معقدة, هي ناتج او محصلة الوان الطيف جميعها, فهي سمراء, سمارا مائلا للبرونز, وصفراء كفاكهة المانجا التي تشتهر تاجورا بإنتاجها, وهي بزرقة وصفاء خليجها الهادئ الذي ينتهي بقبة الخراب, بالأخدود الافريقي العظيم والذي بدوره سيصنع انقلابا جغرافيا رهيبا, و سيحدث تغييرا في خريطة العالم يوما ما, وتشبه ايضا بحيرتها الفضية الشامخة, لاك عسال, التي تجاور صخورا وحمما بركانية, وتنتهي بصحراء حارقة قاحلة, و هي مثلها بحيرة استطاعت على مر العصور ان تمنح الحياة لسلطنتها وتصدرها الي عوالم اخرى, وبالمقابل كانت قاتلة. ومسرحا للحروب واشهرها حرب العفر QISI KEE QIDI .. هي بحيرة عشقها الانس والجان معا وجمعتهما في احضانها, و في النهاية هي بحيرة التاريخ والثروة, و زهرة مثل بحيرتها تاريخ و ملك خاص لتاجورا,
المدينة منحنتها كذلك جمال طبيعي تمتاز بها, جمال مطعم برائحة عبق بخور بورتلاند الذي كانت هذه المدينة تصدره الي الحضارات القديمة كالحضارة الفرعونية والاعريقيية والفنيقيية..
ورثت العناد والكبرياء من الاتراك العثمانيين, وتحمل معها حسن الضيافة والكرم العربي,, ومنحها فرسان البلو التحدي والشجاعة,, استمدت الشخصية الفلاذية العاملة التي لا تشكو التعب من الاورومو الفلاحين،، ووهبتها ثقة النفس سلطنة تاجورا الصعبة المراس، وورثت التحمل والبساطة من اهلها العفر,, ,, هذه هي زهرة باختصار..
بقلم / محمود شامي الشامي